جاءت افتتاحية نيويورك تايمز اليوم بعنوان "دروس كثيرة من أفغانستان لم نتعلمها" مشيرة إلى أن الوثائق التي نشرت مؤخرا بشأن التدخل الأميركي هناك تكشف أن القادة الأميركيين المدنيين والعسكريين ضللوا الشعب الأميركي باحتمالات النجاح هناك.
 
وقالت الصحيفة إن مجموعة الوثائق التي حصلت عليها واشنطن بوست والتي تستعرض الفشل الذريع للحرب هناك، وعقود من الأكاذيب التي رويت عنها هي الرأي المحتوم بأن الإدارة الأميركية ترفض أن تكون صادقة مع نفسها.
 
وأضافت أنه ولسنوات قال القادة العسكريون والمدنيون إن مهمة إعادة بناء أفغانستان لم تكن ممكنة فحسب بل ناجحة. ومع ذلك اعترف الرجال والنساء الذين أداروا الحرب للمفتش الخاص لإعادة إعمار هذا البلد بما كان واضحا منذ فترة طويلة لجميع المراقبين باستثناء أكثر المتعامين عنها.
 
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله دوغلاس لوت، وهو جنرال بالجيش الميركي خدم في إداراتي أوباما وبوش، خلال مقابلة أجراها عام 2015 مع المفتش العام "لم يكن لدينا أي فهم لأفغانستان ولم نكن نعرف ما الذي نفعله".
 
ومضت تقول"كانت الاحتمالات الكئيبة لتحقيق أي شيء يمكن أن يسمى نصرا واضحة على الفور تقريبا بعد الإطاحة بحركة طالبان من السلطة عام 2002. وبعد إنفاق أكثر من تريليون دولار و18 عاما من القتال لا تزال الحكومة في كابل غير قادرة بما يكفي للعمل بدون دعم القوات الأميركية ولا يوجد دليل يذكر على أنها ستكون قادرة أبدا".
 
ورأت الصحيفة أن الفشل في أفغانستان قد يأتي مفاجأة لبعض الأميركيين لكن الذين لا ينبغي أن تحدث لهم مفاجأة على الإطلاق هم أعضاء الكونغرس الذين صوتوا لشن الحرب وصوتوا مرارا وتكرارا لمواصلة تمويلها وقصروا في أداء مهامهم للإشراف على تقدمها.

واعتبرت أنه لأمر مثير للصدمة ومزعج للغاية أن أعضاء الكونغرس الذين يشرفون على الجيش والمطلعين على التقييمات السرية كتلك التي نشرتها واشنطن بوست فوجئوا بما كشفته الوثائق التي استغرقت ثلاث سنوات وقضيتان فدراليتان لطرحها للاستهلاك العام.

وختمت الصحيفة بأنه طالما استمرت القيادة العسكرية والمدنية التي تشرف على حرب أفغانستان في الإصرار على أن إستراتيجيتها تعمل، فإن الأمل ضئيل في أن تنجح.