دعت أطراف عراقية إلى مظاهرات حاشدة اليوم في بغداد بمشاركة محتجين من محافظات أخرى تنديدا بقتل الناشطين، من جانبها اتخذت السلطات الأمنية إجراءات مشددة بمختلف أرجاء العاصمة، وحذر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي من الدعوة إلى مظاهرات اليوم.
 
وأطلق ناشطون دعوات للتظاهر في بغداد وللاستعداد لدخول المنطقة الخضراء، بالمقابل حث عدد آخر من الناشطين المتظاهرين على عدم الاستماع إلى هذه الدعوات، وطالبوا بالاكتفاء بالتظاهر في ساحة التحرير، وعدم الانجرار إلى ما وصفوه محاولة إعطاء حجة للقوات الأمنية لمهاجمة المتظاهرين، وإنهاء الاحتجاجات تحت أي مبرر.
وذكرت وكالة الأناضول أن محتجين من محافظات وسط وجنوبي البلاد يتوافدون على بغداد للمشاركة في مظاهرات اليوم من أجل التنديد بمتظاهرين وناشطين في الفترة الأخيرة.
 
وأوضح محمد إقبال أحد ناشطي الاحتجاجات في بغداد إن ساحة التحرير تغص بآلاف المحتجين، ومن المقرر أن يشهد اليوم أكبر مظاهرة ضد الفاسدين وقتلة المتظاهرين في بغداد والمحافظات، ويعطل الدوام الرسمي اليوم في البلاد بمناسبة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
 
محتجو كربلاء
وكان من المقرر أن يتجمع القادمون من جنوبي البلاد في كربلاء تمهيدا للتوجه نحو بغداد، إلا أن قوات الأمن ومسلحين من العشائر أغلقوا مداخل ومخارج المدينة ولا يسمحون لغير سكانها بالدخول.
 
وتشهد البلاد منذ شهرين احتجاجات شعبية غير مسبوقة تدعو لرحيل الطبقة السياسية ومحاربة الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وقد سقط منذ بدء الاحتجاجات 485 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها الأناضول استنادا لأرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.
 
وقالت مصادر إن مناطق وسط بغداد، لاسيما محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وعددا من السفارات، تشهد انتشارا أمنيا كبيرا. وأضافت أن قوات أمنية نصبت عددا من نقاط التفتيش التي تم تكن موجودة من قبل.

وصرح أحمد خلف الضابط بشرطة العاصمة برتبة نقيب لوكالة الأناضول أن قيادة عميات بغداد (الجيش) فرضت إجراءات أمنية مشددة بالعاصمة ولا سيما قرب مناطق الاحتجاجات في ساحتي التحرير والخلاني والمناطق المحيطة بهما.
تحذير الخزعلي
من جهة أخرى، قال الخزعلي الذي يتزعم عصائب أهل الحق، وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي، إن الغاية من الدعوة إلى مظاهرات اليوم "إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، وإحداث فوضى عارمة" في بغداد.

وأضاف الخزعلي في كلمة أمام تجمع شبابي أمس الاثنين أن ما يحدث "مخطط يراد منه حرق مؤسسات البلاد وزعزعة الوضع الأمني".

وتواجه فصائل الحشد -خاصة المقربة من إيران- اتهامات بقمع الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة، عبر مسلحين ملثمين وقناصة يطلقون النار على المحتجين في أرجاء البلاد.

ووجه كثير من المتظاهرين أصابع الاتهام لمسلحي الحشد بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف المتظاهرين الجمعة وقتل خلاله 25 متظاهرا، في الحادث الذي يعرف باسم "مجزرة الخلاني" (وسط بغداد) وهي اتهامات ينفيها الحشد.

التدخلات الخارجية
من جهة أخرى، قال رئيس الجمهورية برهم صالح إن بلاده حريصة على أن تكون الحلول للأوضاع الحالية استجابة للقرار الوطني بعيدا عن التدخلات الخارجية وما سماه العبث بأمن العراق.

وشدد صالح -في مكالمة تلقاها من مايك بينس نائب الرئيس الأميركي- على ضرورة حفظ الأمن، وحقن الدماء وإعلاء سلطة القانون والدولة، بالتوازي مع صون حق التعبير والتظاهر السلمي

من جانبه، أعرب بينس عن دعم واشنطن لاستقرار العراق وإرادة شعبه في الإصلاح والسلام ونبذ العنف، بعيداً عن التدخلات الخارجية.

وكانت السفارة الأميركية في بغداد أصدرت تحذيرا لمواطنيها من الانخراط بالمظاهرات، كما طلبت من مواطنيها تجنب السفر إلى العراق في ظل الظروف التي تشهدها البلاد. وجاء في التنبيه أن السفارة تتوقع زيادة أعداد المتظاهرين اليوم، وحدوث اشتباكات.