تعد العطلات الساحرة التي ننشدها في البلدان السياحية تجربة صعبة المنال على الكثيرين ربما لتكلفتها الباهظة من تذاكر الطيران والإقامة والنفقات اليومية، لكن ماذا كان لو بإمكانك قضاء عطلة لعام أو عامين في جزر المالديف لكن مدفوعة الأجر وشاملة تكلفة الطيران والإقامة؟
 
هذا ليس ضربا من ضروب الخيال، إنما تجربة يعيشها العديد من العرب والأجانب في تلك الدولة التي تتميز بطبيعة خلابة، ونظرا لصعوبة بل وبدائية الحياة أحيانا فإن مدة الإقامة هناك لا تزيد غالبا على أكثر من عام، مما يضمن استمرارية وجود فرص عمل على مدار العام، في هذا التقرير جولة بين أبرز وأسهل الوظائف المتاحة بجزر المالديف والتي تضمن لك عاما كاملا في هذا البلد الساحر.
 
أساتذة اللغة العربية
ينقسم أساتذة اللغة العربية في المالديف إلى نوعين، الأول الخاص بالتدريس في المراحل المدرسية، لذلك فإن فرص العمل في هذا التخصص مطلوبة بجميع جزر المالديف، والجزء الثاني هو الخاص بالتعليم الجامعي، لذا فإن فرص العمل متاحة في العاصمة ماليه فقط، ويمكن مراسلة الجامعات أو وزارة التعليم قبل انتهاء العام الدراسي بشهرين لطلب فرصة عمل بحلول العام الدراسي التالي.
 
وتشترط جمهورية جزر المالديف إلى جانب التخرج من كلية وجامعة متخصصة في اللغة العربية إجادة اللغة الإنجليزية، حيث تعتبر لغة التواصل بين الطلبة والأساتذة لحين إجادة الطلبة اللغة العربية، كما تعتبر دبلومات تدريس اللغة العربية للأجانب أو اللغة العربية كلغة أجنبية ميزة إضافية.
 
وتوجد في المالديف جالية كبيرة من المدرسين العرب الذين أتوا من دول عربية مثل مصر والأردن والعراق وفلسطين، ويتراوح راتب المدرس بين 750 و2000 دولار حسب المرحلة الدراسية، في حين تتكفل وزارة التربية والتعليم ببدل سكن وتذاكر الانتقال السنوية من وإلى البلد الأم مرة بالعام، ويمكن التقديم على الوظائف من خلال موقع "وورك إن مالديفز" (WorkinMaldives).

ما هو الحال في التدريس، تنقسم أيضا الوظائف الطبية إلى نوعين، النوع الأول هو وظيفة الطبيب الممارس العام، والثاني للطبيب الاختصاصي، ويتم التقديم لتلك الوظائف عن طريق وزارة الصحة المالديفية في الجزر.

أما في العاصمة فيتم التقديم مباشرة بمستشفيات في العاصمة ماليه، وهي ثلاثة مستشفيات رئيسية "أي دي كي" (ADK)، و"تري توب" (Treetop)، و"آي جي أم أتش" (IGMH)، ويتراوح راتب الممارس العام بين 1500 و2000 دولار، في حين تبدأ رواتب الاختصاصيين من 3000 آلاف وتصل إلى 7000 آلاف دولار في التخصصات الحرجة.

ولكن تعد الإمكانات الطبية في جزر المالديف متواضعة إلى حد كبير، حيث تفتقر أغلبية الجزر إلى التخصصات الرئيسية مثل النساء والتوليد والأطفال، ويكون على الطبيب الممارس العام التعامل مع كافة الطوارئ الطبية بشكل منفرد إلى حين استقدام أو الوصول لأقرب نقطة إسعاف مركزية، الأمر الذي قد يكون عن طريق الإسعاف البحري السريع وسط الأمواج، لذلك عليك أن تفكر جيدا قبل التقديم في الجزر البعيدة والمنعزلة، وأن تحاول التقديم في العاصمة ماليه بالقرب من المستشفيات المركزية.

لكن هذا لا يمنع أيضا أن لباقي الجزر سحرها وطبيعتها الخاصة، كما يمكن للأطباء التقديم في المنتجعات السياحية، وهي تعمل بشكل منفصل عن وزارة الصحة، ويقيم الطبيب بالمنتجع السياحي إقامة كاملة لكنه يصبح مسؤولا عن أي طوارئ طبية تقع في المنتجع من حوادث غرق أو أزمات قلبية أو غيرها من الطوارئ الطبية الحرجة، ويمكن التقديم على تلك الوظائف من خلال موقع:igmh.gov.mv/internship

وظائف بقطاع السياحة
يعتبر تدريب الغوص هو الأكثر طلبا في المنتجعات السياحية نظرا لإقبال السياح على تلك الأنشطة بالمالديف، لكن هذا لا يمنع توافر وظائف عديدة، مثل الطهاة وقيادة المراكب وإصلاحها واستقبال السياح وكل ما يتعلق بالقطاع السياحي، ويمكن التقديم من خلال المنتجعات مباشرة أو من خلال موقع وظائف المالديف "جوب مالديفز" (Job-Maldives) الذي يجمع كل الوظائف المطلوبة.

ويفضل العاملون في القطاع السياحي بالمالديف العاملين السابقين في مدينة شرم الشيخ ومنتجعات البحر الأحمر، حيث تعتبر من أشهر الوجهات السياحية التي يقصدها سياح المالديف، ويعتبر العاملون في قطاع السياحة أن خبرة العاملين بشرم الشيخ هي ميزة ذات أفضلية لهم، الأمر الذي ينعكس على جنسيات العاملين في ذلك القطاع، إذ تشكل الجالية العربية جزءا كبيرا من الوافدين هناك.

ساعات العمل في المالديف عموما لا تتجاوز سبع ساعات، تتخللها ساعة على الأقل راحة إلى جانب أوقات الصلاة، ويمكن قضاء باقي اليوم على شواطئ المالديف الساحرة التي تعتبر قريبة من أي مكان بسبب طبيعة الجزر التي تتراوح مساحتها بين 2 كيلومتر وحتى 50 كيلومترا على الأكثر في العاصمة، مما يجعل الشاطئ دائما قريبا من أي مكان، لكن هذا لا يمنع أن تلك الطبيعة الجغرافية تجعل الحياة هناك صعبة إلى حد كبير، حيث تقل الخضروات والحياة بسيطة إلى أبعد حد، نظرا لاعتماد السكان المحليين بشكل أساسي على السمك والأرز فقط، الأمر الذي يجعل العاملين هناك لا يجددون عقودهم لسنوات عديدة ولكن يقصدونها كوجهة مؤقتة أو حتى عطلة من العمل الخفيف مع الاستمتاع بالشواطئ الساحرة.