الورم في الدماغ مجموعة أو كتلة من الخلايا غير الطبيعيّة التي قد تتسبّب في حال نموّها وتكاثرها بمشاكل صحية كثيرة نتيجة ضغطها على الجمجمة ممّا يُعرّض خلايا الدماغ للضرر والتلف، وقد تكون مُهدِّدة لحياة المصاب في بعض الحالات.
 
وتُقسم أورام الدماغ عادةً إلى قسمين: الأورام الحميدة  والأورام السرطانيّة كما ويمكن تصنيف أورام الدماغ بناءً على مكان بدء ظهورها إلى نوعين، أورام الدماغ الأوليّة وهي الأورام التي تبدأ من خلايا الدماغ، وقد تكون حميدة أو سرطانيّة في طبيعتها، وأورام الدماغ الثانويّة؛ وهي التي تنشأ من أجزاء أخرى في الجسم، ثمّ تنتشر إلى الدماغ، وتكون هذه الأورام سرطانية في طبيعتها دائماً.
 
أعراض أورام الرأس 
تعتمد أعراض المعاناة من ورم الدماغ على عدّة عوامل مختلفة مثل نوع الورم، وحجمه، وموقعه، ومعدّل نموّه، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض أنواع أورام الدماغ قد لا تُسبّب أيّ أعراض واضحة على الشخص المصاب حتى نمو الورم إلى حجم كبير ممّا يؤدي إلى حدوث تراجع شديد وسريع في صحة الشخص المصاب، وتوجد عدد من الأعراض العامّة التي قد تصاحب الإصابة بأحد أنواع أورام الرأس، وفي ما يلي بيان لبعض منها:
 
- الصداع الذي تزداد شدّة مع الزمن، والذي لا يستجيب لطرق العلاج المختلفة، وفي الحقيقة قد يُعاني المصاب بورم الرأس من أنواع مختلفة من الصداع، والتي تختلف في نمطها بشكلٍ مستمر. 
 
- التقيّؤ والغثيان بشكلٍ غير مبرّر. 
 
- بعض مشاكل الرؤية، مثل ازدواجيّة الرؤية، وزغللة العين، وضعف الرؤية الطرفيّة. 
 
- التنميل، أو فقدان الإحساس في أحد الأطراف وعدم القدرة على تحريكها. 
 
- الارتباك أو التشوّش، وحدوث تغيّرات في القدرات العقليّة، والسلوك، والشخصيّة. 
 
- مواجهة مشاكل على مستوى السمع، والتوازن، والمشي، والمعاناة من صعوبة النطق أو التحدّث. 
 
- النوبات التشنّجيّة. 
 
- مواجهة مشاكل على مستوى الذاكرة، وصعوبة القدرة على التركيز.
 
عوامل خطر أورام الرأس 
في أغلب حالات أورام الرأس الأوليّة، لا يكون هناك مسبّب محدّد للورم، إلّا أنّه يوجد عدد من العوامل المرتبطة بزيادة نسبة خطر الإصابة بهذه الأورام، نذكر منها ما يأتي:
 
1- التاريخ العائليّ للإصابة: فقد تبيّن أنّ العامل الوراثي يلعب دوراً في 5-10% من الأورام بشكلٍ عام، ففي حال إصابة أكثر من فرد في العائلة بأورام في الدماغ، يُنصح بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من أيٍّ من أعراض أورام الرأس، ولكن بشكلٍ عام تندر الإصابة بأورام الرأس نتيجة عامل الوراثة. 
 
2- العمر: تزيد نسبة خطر الإصابة بالأورام بشكلٍ عام مع التقدّم في العمر. 
 
3- العِرق: ترتفع احتمالية الإصابة بالأورام بين الأفراد من العِرق القوقازيّ مقارنة بالأفراد من الأعراق الأخرى، إلّا أنّ بعض الأورام؛ مثل الأورام السحائيّة، تصيب الأمريكيّين من أصول أفريقيّة بنسبة أكبر. 
 
4- المواد الكيميائيّة: إنّ التعرّض لبعض المواد الكيميائيّة أثناء العمل مثلاً قد يزيد من خطر الإصابة بالأورام. 
 
5- الإشعاع: يُعتبر التعرّض لبعض أنواع الإشعاع؛ مثل الإشعاع المؤيّن من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأورام الرأس. 
 
6- عدم الإصابة بجدري الماء: بحسب الجمعيّة الأمريكيّة لأورام الدماغ، فإنّ الإصابة بجدري الماء في مرحلة الطفولة، يقلّل من خطر الإصابة بأورام الدماغ.
 
تشخيص أورام الرأس 
1- الفحص العصبيّ: ويشمل فحص الرؤية، والسمع، والتوازن، بالإضافة لفحوصات تحديد المقاومة، وردّات الفعل، وغيرها من الوظائف التي قد يدل وجود ضعف فيها على الجزء المُتأثّر من الدماغ. 
 
2- الاختبارات التصويريّة: مثل التصوير بالرنين المغناطيسيّ والتصوير المقطعيّ المحوسب والتصوير المقطعيّ بالإصدار البوزيترونيّ، وقد تساعد هذه الاختبارات على تقييم الورم وإيجاد الخطّة المناسبة للعلاج. 
 
3- الخزعة: وذلك بأخذ عيّنة من النسيج، وفحصها لتحديد ما إذا كانت الخلايا سرطانيّة، أو حميدة، ويتمّ ذلك عن طريق إحداث ثقب صغير في الجمجمة، ثمّ إدخال إبرة صغيرة في الثقب، لسحب عيّنة النسيج من خلالها.
 
علاج أورام الرأس 
يعتمد علاج أورام الرأس، والدماغ بسكل أساسيّ على عدّة عوامل، منها: حجم الورم، وموقعه، ونوعه، بالإضافة للصحّة العامّة للمريض، وتفضيل المريض لإجراء محددّ على غيره.
 
1- الجراحة 
يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإزالة الورم بشكل كامل إذا كان الورم صغيراً، وكان من السهل الوصول إلى موقعه، بالإضافة لسهولة فصله عن النسيج الدماغيّ المحيط، وفي حال صعوبة فصل الورم عن النسيج الدماغيّ المحيط يقوم الطبيب بإزالة أكبر قدر ممكن من الورم، وتجدر الإشارة إلى أنّ التحسّن في الأعراض والعلامات قد يكون ملحوظاً في كلتا الحالتين، وقد يصاحب الإجراء الجراحيّ حدوث عددٍ من المخاطر مثل الإصابة بالعدوى، والنزيف، والتأثير في وظائف أجزاء الجسم التي يتحكّم بها الجزء المصاب من الدماغ.
 
2- العلاج بالإشعاع 
يُستخدم عادةً العلاج الإشعاعيّ الخارجيّ لعلاج أورام الدماغ، وذلك عن طريق جهاز خارج الجسم يعمل على تركيز أشعّة ذات طاقة عالية على منطقة الورم، أو الدماغ بأكمله في بعض الحالات، وفي بعض الحالات النادرة، قد يُستخدم الإشعاع الداخليّ  في العلاج، وقد يصاحب العلاج بالإشعاع ظهور بعض الأعراض الجانبيّة مثل الشعور بالإعياء، والصّداع، وفقدان الذاكرة.
 
3- العلاج الكيميائيّ 
يتمّ تحديد إمكانيّة العلاج الكيميائيّ للمصاب بعد إجراء الفحوصات اللازمة للورم الدماغيّ، وتحديد نوعه، ويمكن أن يُعطى هذا النوع من العلاج عن طريق حبوب تؤخذ بالفمّ، أو أدوية تُحقن بالوريد، وعادةً ما يُستخدم التيموزولومايد لهذه الغاية؛ وهو دواء يُعطى عن طريق الفم، لعلاج الأورام الدماغيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض الجانبيّة للعلاج الكيميائي مثل التقيّؤ، والغثيان، وتساقط الشعر تعتمد على نوع الدواء وجرعته.