المؤشرات التي تثير المخاوف وتبعث على القلق كثيرة، من اقفال مئات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الى صرف الكبيرة نسبا عالية من موظفيها وتخفيض رواتب البعض، فيما ارتفاع اسعار السلع بشكل مضطرد يهدد هو الآخر لقمة العيش، في وقت لا يبدو في الافق ما يؤشر لحل قريب. كان الخوف قبل اشهر من الانهيار، أما اليوم فبات الخوف من عدم القدرة على الخروج من هذا الانهيار الذي بدأ يشد الخناق على المواطنين لاسيما الفئة الفقيرة منهم، وبات يهدد بما هو اسوأ. 
 
ومع تلهي الطبقة السياسية بالدفاع عن مكتسباتها وامتيازاتها، شخصت الانظار بعد ظهر الامس الى دار الفتوى الذي توجه اليها المهندس سمير الخطيب ليتبلغ المهندس الخطيب من سيد الدار بان الشيخ سعد الحريري هو مرشح فعاليات الطائفة لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية والذي بدوره قام المهندس الخطيب بزيارة بيت الوسط ليبلغ الرئيس الحريري مبايعته ويتلو بيان يعلن فيه اعتذاره عن قبول تكليفه بتشكيل الحكومة العتيدة . 
 
عشية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة،وقبل اعلان المهندس الخطيب اعتذاره كانت قد برزت مؤشرات توحي بعودة الأمور إلى نقطة الصفر مع تلميح في مواقف عدد من الكتل النيابية لاختيار إسم غير سمير الخطيب، فيما لا تزال كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة تأملان بعودة الرئيس سعد الحريري عن موقفه وقبوله تشكيل الحكومة الجديدة.
 
فقد حددت الكتلتان بعد ظهر الاثنين موعداً للاجتماع للاتفاق على التسمية، في وقت برز كلام للوزير محمد فنيش أن هناك تفاهماً مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل اضافةً إلى الكتل الاساسية بالنسبة إلى الاستشارات النيابية من دون إعطاء تفاصيل.
 
ومع أن الرئيس الحريري أعلن دعمه للخطيب إلا أن كتلة المستقبل النيابية، لم تجتمع بعد ولم تعلن موقفها النهائي والرسمي من الاستشارات ومن تسمية الخطيب، في وقت لم ينف النائب السابق مصطفى علوش إحتمال تراجع الحريري عن الدعم بسبب تفاصيل متعلقة بشكل الحكومة.
 
أما على مقلب التيار الوطني الحر فلا تزال الصورة غير واضحة تماما مع اعراب عدد من نواب تكتل لبنان القوي امتناعهم عن تسمية الخطيب. بالتزامن مع تسريبات عن الوزير جبران باسيل أنه يرغب باسم آخر يكون مفاجأة اللحظة الأخيرة.
 
ووسط هذه الصورة الضبابية، تحدثت مصادر متابعة عن أن سلسلة عروض وشروط قدمت للحريري للتراجع عن اصراره على حكومة التكنوقراط وقبوله بالتعديل المقترح على صيغة الحكومة التكنو- سياسية المقترحة من جهة، وبداية ظهور مرشح ثالث لهذه المهمة تجري المفاوضات بشأنه في الساعات القليلة الماضية وهو من سيحمل المفاجأة الكبرى إلى الإستشارات ووجود كلمة سر ستصل في اللحظات الأخيرة.
 
ومع تلهي السلطة بكيفية تقاسم الحكومة الجديدة، تعلقت آمال اللبنانيين بالمسعى الفرنسي لمساعدة لبنان على تخطي ازمته، اذ دعت فرنسا الى حضور اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان، في باريس في 11 كانون الاول الحالي، على ما قال مصدر أوروبي لوكالة رويترز.
 
ونقلت الوكالة عن مسؤول لبناني انّ اجتماع باريس يهدف الى حشد الدعم لمساعدة لبنان على التعامل مع أزمته الاقتصادية الحادة، متوقعاً ان توجّه الدعوة ايضاً الى كل من السعودية والامارات العربية المتحدة.