اغتال مسلحان مجهولان، مساء الأحد، ناشطا في الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة والطبقة السياسية الحاكمة، بينما نجا ناشطان آخران من محاولتي اغتيال في مدينتي كربلاء والعمارة جنوبي البلاد، وفق ما أفادت مصادر أمنية.
 
وقال مصدر أمني، وهو ضابط شرطة برتبة نقيب للأناضول، إن "مسلحين مجهولين أطلقا النار من مسدسين مزودين بكاتمين للصوت على الناشط في الاحتجاجات فاهم الطائي في منطقة البارودي وسط مدينة كربلاء".
 
وأضاف أن "الطائي لقي حتفه في موقع الحادث جراء إصابته بعدة طلقات نارية، إحداها كانت في منطقة الصدر".
 
وأشار المصدر الأمني إلى أن منطقة البارودي التي قتل فيها الباردة محصنة أمنيا لقربها من أضرحة مقدسة لدى الشيعة؛ حيث تتولى نقاط تفتيش أمنية تدقيق هوية الداخلين إلى هذه المنطقة على مدار الساعة.
 
وأظهر، مقطع مصور من كاميرا مراقبة تم تداوله إعلاميا على نطاق واسع، ما قيل إنه الطائي وهو يترجل من دراجة نارية قبل أن يقترب منه شخصان ملثمان يستقلان دراجة نارية؛ حيث أطلقا عليه النار من مسدسين مزودين بكاتمين للصوت قبل أن يلوذا بالفرار.
 
ولم يسن للأناضول التحقق من صحة المقطع المصور.
 
وقال مصدر أمني آخر في قيادة شرطة كربلاء طلب عدم الإشارة لاسمه، إن "مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم باتجاه رئيس تنسيقية احتجاجات كربلاء إيهاب جواد عندما كان يسير وسط مدينة كربلاء".
 
وأوضح، للأناضول، أن "الطائي نجاة من الهجوم المسلح، بينما لاذ المهاجمون بالفرار".
 
وفي محافظة ميسان، أبلغ مصدر أمني بشرطة مدينة العمارة مراسل الاناضول، بأن "مسلحين مجهولين حاولوا اغتيال الناشط المدني باسم الزبيدي وسط مدينة العمارة" مركز المحافظة.
 
وأوضح المصدر أن "الزيدي وهو ناشط في احتجاجات ميسان تعرض لاطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، لكنه نجا من الهجوم".
 
وتأتي هذه الحوادث بعد ساعات من إصابة الاستاذ الجامعي وعضو تنسيقية كربلاء للحراك المدني مهند الكعبي بانفجار عبوة ناسفة ثبتها مجهولون بسيارته في مدينة كربلاء.
 
ووقعت الحوادث وسط دعوات من ناشطين لتنظيم مسيرة بدءاً من يوم غد للسير من كربلاء صوب بغداد في إطار دعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة والأحزاب الحاكمة.
 
وتتكرر حوادث استهداف الناشطين في الاحتجاجات، كان آخرها قتل المصور الصحفي أحمد المهنا طعناً بآلة حادة واختطاف المصور زيد محمد الخفاجي الجمعة في بغداد.
 
وتعهدت الحكومة مراراً بملاحقة من يقفون وراء عمليات قتل واختطاف الناشطين، دون نتائج تذكر حتى الآن.
 
ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط 485 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها الأناضول استناداً إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.
 
والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
 
ورغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.