من واشنطن إلى طهران يتابع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مهامته الخاصة في إزالة التوتر في العلاقات بين ايران والولايات المتحدة وكانت زيارته الاخيرة لطهران قبل يومين هي الثالثة من نوعها خلال ثمانية أشهر الماضية وسبقت تلك الزيارة زيارته لواشنطن في الاسبوع الماضي. 

 

وخلافا لبعض المصادر الإعلامية العربية فإن زيارته الأخيرة لطهران كانت مهمة نظرا للتوقيت الزمني لها حيث تمت بعد الهزة الأمنية التي شهدتها اغلبية المحافظات الإيرانية. ان تلك الاحتجاجات كانت من شأنها إضعاف موقف النظام في السياسة الخارجية. ذلك لأن الرئيس ترامب ووزير خارجيته بومبيو قد راهنا على مفعول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران. 

 

وربما يعتبر الرئيس ترامب أن الوقت مناسب لتحرك موضوع التفاوض مع إيران من اجل ادخال تعديلات في نص الاتفاق النووي. 
وفي شأن متصل نفى الرئيس الأميركي أي تدخل لبلاده في الاحتجاجات الأخيرة في ايران كما ان نظيره الإيراني حسن روحاني أبقى باب الأمل للتفاوض مع الولايات المتحدة مفتوحا بالقول ان بإمكان جميع روساء دول الخمس زائدا واحدا ان يلتقيا مع بعضهم البعض فور إلغاء العقوبات ضد إيران مما يعني بأنه مستعد لللقاء مع ترامب بعد رفع الأخير العقوبات ضد إيران. ويبدو ان هذا الموقف يخالف تصريح المرشد الأعلى آية الله خامنئي الذي أكد قبل شهور على إمكانية عقد قمة الدول الست بعد رفع العقوبات وليس اللقاء الثنائي للرئيسين الإيراني والاميركي.

 

إقرأ أيضًا: سيدة أمرت الشرطة بإطلاق الرصاص على المقتحمين

 

وكعادته لا يفتح المرشد الأعلى الباب أمام الولايات المتحدة اكثر من اللازم ويكتفي دوما بالتوقف عند الحد الأدنى نظرا لعدم ثقته بها. 
وفي غضون ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة تاثير العقوبات الأميركية على اكثر من مجال وبالرغم من أن إيران مكتفية بذاتها في اكثر المجالات الاقتصادية إلا أنها لا تستغني عن استيراد كثير من البضائع خاصة في مجال الأدوية. وتشهد إيران حاليا موجة لمرض إنفلونزا وبحاجة إلى المواد الأولية لصنع مضاداتها من الأدوية ولكن العقوبات الأميركية حالت دون استيرادها ما تركت خسائرا من الأرواح ما اضطرت معها الحكومة الإيرانية الى تعطيل المدارس تجنبا لتفشي هذا المرض. 

 

وفعلا يمكن تسمية هذا الإنفلونزا بانفلونزا ترامب بدل إنفلونزا الخنزير مما سماه الأطباء. 
ولله الأمر من قبل ومن بعد.