ربما سمعنا أو علمنا عن بعض المخالفات التي يرتكبها سائقو السيارات والغرامات المتعلقة بها، مثل عدم وضع حزام الأمان، أو التدخين أثناء القيادة، والقيادة بتهور أو في حالة الثمالة، فمن يتركب مثل هذه المخالفات معرض لغرامات مختلفة.
 
 
ولكن ما لم نسمعه من قبل هو بالتأكيد أن الغناء بصوت مرتفع أثناء قيادة السيارة قد يعرض سائق السيارة إلى غرامة باهظة، وقد تزيد على 6500 دولار، بالإضافة إلى 9 نقاط سوداء.
 
على أي حال هذه العقوبة ما زالت مقتصرة، حتى الآن، على أحد المجلس البلدية في بريطانيا، الذي قرر أن تطبيق سياسة جديدة بالتعاون مع قوات الشرطة المحلية لفرض غرامة على من يقودون سيارتهم بمرافقة موسيقى صاخبة، وذلك في محاولة للتصدي للتلوث السمعي والضوضاء.
 
القواعد واضحة عندما يتعلق الأمر بقيادة السيارة مع العناية الواجبة، ولكن هذا يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التمسك بحد السرعة، والتباطؤ والاهتمام بقوانين القيادة على الطريق السريع.
 
ووفقا لأمر جديد صادر عن مجلس برادفورد، وسط بريطانيا، بهدف "حماية الفضاء العام" والتعامل مع "السلوك المعادي" للمجتمع، فإنه سيصار إلى فرض الغرامات على من تصدر من سياراتهم موسيقى صاخبة أو يغنون بصورة مزعجة  أثناء القيادة على الطريق، وستكون التهمة إما ارتكاب قيادة خطيرة أو القيادة بتهور.
 
المثير في الأمر أن هذه القواعد الجديدة قد تنطبق أيضا على المشجعين الرياضيين الذين يحتفلون في سياراتهم، بحسب ما ذكرت شركة "سيليكت كار ليزينغ"، التي تعد واحدة من كبريات الشركات البريطانية لتأجير السيارات.
 
وقال مدير الشركة مارك تونغ إن "الاستماع إلى الموسيقى في السيارة شيء، والغناء بصوت عال والرقص في المقعد، فأنت في خطر القيادة المتهورة، إذ ينبغي التركيز على الطريق".
 
وأضاف "إذا كان هناك دليل، سواء لقطات من كاميرا السيارة المثبتة على لوحة القيادة أو شهادة من ضابط شرطة، على أن سائق السيارة كان يرقص ويغني قبل وقوع حادث، فيمكن أن تتم محاكمته في النهاية بسبب "القيادة الخطرة" أو "القيادة بتهور"، ويمكن أن تكون "العقوبات قاسية فتصل إلى نحو 6500 دولار وغرامة 9 نقاط سوداء".
 
وشدد تونغ على ضرورة أن يفكر سائق السيارة في "الآثار المترتبة على الاستماع للموسيقى بصوت مرتفع للغاية.. ذلك أن الانهماك بالاستماع بصوت عال قد يحول دون سماع سيارات الطوارئ تقترب أو أبواق السيارات الأخرى وهي تحذر السائقين الآخرين".
 
وأكد تونغ على أن عشاق كرة القدم ينبغي أن يكونوا حذرين، فإذا كان أحد هؤلاء يتجول بسيارته ويحتفل بهدف أحرزه فريقه، فإنه في هذه الحالة "لا يهتم بـحركة المرور من حوله".

من جهتها، حذرت المحامية الجنائية صوفي ألينسون من أن الشرطة "قد تختار مقاضاة السائق إذا تسببت طريقة استماعه إلى الموسيقى في إلهائه عن القيادة" من خلال الغناء أو الرقص، فذلك قد يؤدي بالسائق إلى المحاكمة.

وقالت ألينسون "بصفتك سائق سيارة، عليك أن تعرف ما يدور حولك في جميع الأوقات".

أما المحامية الرئيسية في شركة "باترسون لو"، المتخصصة في قوانين السيارات، إيما باترسون، فقالت إن سائقي السيارات يواجهون 3 تهم محتملة من مثل هذا السيناريو، وهذا يتوقف على شدة الجريمة.

وأخطر هذه التهم هي "القيادة الخطرة"، بالإضافة "القيادة بإهمال" و"عدم التحكم في السيارة بشكل صحيح"، مع العلم أن كثيرا من الملاحقات القضائية هذه الأيام تأتي من لقطات كاميرا لوحة القيادة من سائقي السيارات الآخرين، أو من راكبي الدراجات مع خوذة الكاميرا.

وقالت باترسون "من الناحية الواقعية، فإن فرص الشرطة في رؤية شخص يرقص أثناء القيادة ضئيلة، لكن مستخدمي الطرق الآخرين هم أكثر عرضة للإبلاغ عنك.. من الممكن جدا أن يؤدي الاستماع إلى الموسيقى بصوت عالٍ جدا إلى المقاضاة".

إلى جانب ذلك، فإن قرار مجلس برادفورد بحماية الأماكن العامة بمنح الجهات المعنية الحق بمخالفة السائق بغرامة قدرها 131 دولار لاستخدام المركبات بصورة ضارة اجتماعيا، وهذا يشمل التسبب في خطر على مستخدمي الطريق الآخرين، أو تشغيل الموسيقى الصاخبة، أو الصراخ، أو الشتائم.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن وجدت استشارة عامة أن ثلثي سكان برادفورد يشعرون بعدم الأمان على الطرق، مشيرين إلى مصادر الإزعاج والضوضاء كمشكلة مساهمة.