دفع الطقس البارد والرطوبة بشكل غير معتاد خلال موسم حصاد البطاطس الأخير بعض المزارعين في الولايات المتحدة وكندا إلى التخلي عن جزء كبير من محاصيلهم.
 
 
وتسارع شركات معالجة البطاطس لشراء الإمدادات وشحنها عبر أميركا الشمالية من أجل إبقاء البطاطس المقلية على قوائم المطاعم والمأكولات ومواكبة الطلب المتزايد عليها، بعد أن أضرت الظروف الجوية والطقس البارد والرطب بالمحاصيل في كل من الولايات المتحدة وكندا.
 
وتعد الولايات المتحدة خامس أكبر منتج للبطاطس في العالم، ويزرع المحصول في كل الولايات تقريبا، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.
 
ولكن هذا العام، انخفضت كمية البطاطس التي يتم إنتاجها وحصادها في بعض الولايات المنتجة الأعلى، بما في ذلك أيداهو وأوريغون وداكوتا الشمالية.
 
فقد بدأت الظروف الباردة تضرب مناطق زراعة البطاطس في شهر أكتوبر، حيث ضربتها موجة صقيع، وتمكن المزارعون في ألبرتا وإيداهو من إنقاذ بعض محاصيلهم من التلف لتخزينها، لكن الثلوج والأمطار ضربت حقول زراعة البطاطس في مانيتوبا وداكوتا الشمالية ومينيسوتا، مما أجبر المزارعين على التخلي عن المحصول.
 

ووفقا لتقرير صدر في نوفمبر عن وزارة الزراعة الأميركية، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الكلي للبطاطس في الولايات المتحدة بنحو 6.1 في المئة عن العام الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ العام 2010.

وفي ولاية أيداهو، التي تنتج نحو ثلث البطاطس في الولايات المتحدة، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج 5 في المئة عن العام الماضي، حسبما ذكرت الوزارة، إذ تم حصاد حوالي 308 آلاف فدان، بانخفاض حوالي 7000 آلاف فدان عن العام 2018.

أما في كندا، فقد تأثر حصاد البطاطس في مقاطعتي مانيتوبا وألبرتا بشكل خاص، وفقا لكيفن ماكيساك، المدير العام لاتحاد مزارعي البطاطس في كندا.

وأضاف ماكيساك إنه بالنسبة لمزارعي البطاطس، قد يعني ذلك خسائر كبيرة، وقد يعني أيضا أن بعض المزارعين قد لا يتمكنون من الوفاء بعقودهم مع شركات المعالجة.

قد تضطر المصانع، التي توفر البطاطس للمطاعم ومحلات البقالة، إلى الاعتماد على مصادر أخرى أو استيرادها، كذلك فإن البطاطس المخصصة أصلا لأغراض أخرى، مثل رقائق البطاطس أو أكياس البطاطس الطازجة التي تشتريها من المتاجر، قد تستخدم بدلا من ذلك في صنع البطاطس المقلية.

لكن الرئيس والمدير التنفيذي للجنة بطاطس في أيداهو فرانك موير قال إنه ليس قلقا للغاية على الرغم من الطقس البارد الذي أثر على بعض محاصيل هذا العام، مع العلم أنه بحلول الوقت الذي ضرب الصقيع حقول البطاطس في أكتوبر، كان مزارعو ولاية أيداهو قد حصدوا حوالي 85 في المئة من محاصيلهم.

وقال موير لسي إن إن "رغم  أن الطقس استحوذ على جزء من محصولنا، إلا أننا ما زلنا نحصد على الأرجح نحو 13 مليار رطل من البطاطس".

وقال مدير العلاقات الصناعية في لجنة إيداهو للبطاطس، ترافيس بلاكر، في مقابلة عبر الهاتف "لقد كان الطلب على البطاطس الفرنسية أو "فرنتش فراي" مؤخرا كبيرا، وبالتالي فإن الإمدادات لا تستطيع تلبية الطلب"، وفقا لموقع بلومبيرغ الإخباري.

ويقدر اتحاد مزارعي البطاطس في كندا أن حوالي 12 ألف فدان من مانيتوبا أو 18 في المئة من المساحة المزروعة في المقاطعة، لم يتم حصادها، وهو ما يعادل ما تخلت عنه كندا في الموسم الماضي.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6.5 في المئة من بطاطس ألبرتا قد تضررت.

ويعتقد الخبراء أن تراجع إنتاج البطاطس قد يؤدي إلى ارتفاع في أسعاره في البلدين الواقعين في قارة أميركا الشمالية.

لكنهم يشيرون إلى أن أسعار البطاطس في مطاعم الوجبات السريعة قد لا تتغير بالنظر إلى أنها عقدت صفقات سابقة للظروف المناخية، غير أن أسعار هذا المحصول قد ترتفع في محال أخرى وفي الأسواق.

ومع ذلك فإن الخبراء يعتقدون أن المستهلكين ربما لن يلاحظوا الفرق في الأسعار، في حال تم رفعها.