أوضحت مصادر وزارية عاملة على خط المشاورات لـ«الجمهورية»، انّ يوم امس كان ميتاً بكامله على مستوى المشاورات، حيث لم يحصل اي تواصل بين الاطراف المعنية حول الشأن الحكومي. واشارت المصادر، الى «انّ الفترة الفاصلة من اليوم وحتى موعد الاستشارات الملزمة الاثنين المقبل، هي فترة ترقّب حذر، على رغم الايجابيات التي أُمكن بلوغها في الساعات الاخيرة، على صعيد حسم اسم المهندس سمير الخطيب مرشحاً وحيداً حتى الآن لرئاسة الحكومة الجديدة».
 
ولفتت مصادر صحيفة "الجمهورية" إلى انّ تحديد الاثنين المقبل موعداً للاستشارات الملزمة لا يزال محل تساؤل لدى مختلف الاوساط السياسية، مقروناً بالاستغراب لإبعاد الموعد بهذا المقدار من الايام، فيما كان في الإمكان ان يتمّ تحديد الموعد امس الخميس او اليوم الجمعة، «فسنستفيد من الوقت وننهي التكليف خلال هذا الاسبوع وننتقل الى الخطوة الثانية، أي تأليف الحكومة، مع بداية الاسبوع، خصوصاً انّ الاجواء توحي باتفاق حول مختلف الامور، ان كان على صعيد عدد وزراء الحكومة من 24 وزيراً (18 اختصاصياً و6 وزراء سياسيين)، اضافة الى حقائب كل طرف مع مقعد وزاري للحراك الشعبي».
 
وعلى رغم من الايجابيات الشكلية على مسار التأليف حتى الآن، فأنّ المصادر الوزارية تبدي خشيتها من أن تكون الفسحة الزمنية الممتدة حتى الاثنين مفتوحة على سلبيات غير متوقعة، من شأنها ان تزيد الامور تعقيداً إذا حصلت، وبالتالي تعيد الامور الى السلبية الكبرى التي ستكون مُكلفة وترخي على البلد عموماً جواً غير محمود».
 
وانتقدت المصادر ما تناهى اليها، من أنّ مردّ تحديد الاستشارات الملزمة الاثنين المقبل الى سفر الوزير جبران باسيل الى الخارج.
 
وردّت مصادر الصحيفة على سؤال، انّ الحريري اكّد امام «الخليلين» انّه بعد تحديد موعد الاستشارات ولقائه الخطيب، سيُصدر بياناً يعلن فيه تبنّيه ترشيحه ودعم كتلة «المستقبل» له، الّا انّ ذلك لم يحصل، وهو امر يبعث على التساؤل والحذر. وقالت: «انّ عدم إصدار الحريري حتى الآن أي موقف علني وواضح يؤكّد فيه دعم ترشيح الخطيب لرئاسة الحكومة، هو مؤشر غير مطمئن»، مبدية خشيتها من «ان يكون خلف ذلك، امعان في مناورات يقوم بها البعض». وتوقفت عند «عدم صدور اي موقف عن دار الفتوى يدعم الخطيب».
 
وعمّا تردّد عن انّ كتلة «المستقبل» قد لا تسمّي الخطيب في الاستشارات الاثنين، قال مرجع مسؤول لـ «الجمهورية»: «حتى الآن اسم الخطيب هو الوحيد في نادي المرشحين لرئاسة الحكومة، لا نقف عند بيان رؤساء الحكومات السابقين، لأنه بيان معنوي ولا تأثير له، الّا انّ المسألة الشديدة الحساسية، هي ان لا تبادر كتلة «المستقبل» الى تسمية الخطيب في الاستشارات الملزمة، ذلك انّ عدم حصول هذه التسمية، معناه مشكلة كبرى. فعدم التسمية معناه عدم منح الخطيب الغطاء السنّي، وهذا بالتأكيد سيفتح على مشكلة أكبر ان تمّ تكليفه بمعزل عن اصوات كتلة «المستقبل».
 
وعمّا اذا كان الحريري لا يزال وارداً ترؤسه الحكومة الجديدة، قالت مصادر سياسية معنية بحركة الاتصالات لـ«الجمهورية»: «على رغم من أنّه أبلغ الى الخليلين انّه ليس في وارد ترؤس الحكومة، فإنّه لا يزال المرشح الاول، وفي اي حال يجب ان نراقب الشارع بنحو حثيث، خصوصاً انّ ثمة معلومات تؤكّد انّ تحرّكات تصعيدية يجري التحضير لها خلال نهاية الاسبوع، وتحديداً ما بين الاحد والاثنين، وجانب كبير من هذه التحرّكات يقوم بها مناصرون للحريري، سواء في بيروت او البقاع وطرابلس وما بين بيروت والجنوب».