لأول مرة، تعترف السلطات الإيرانية بشكل واضح وصريح، بإطلاقها الرصاص الحي على مشاركين في التظاهرات.
 
مع ذلك لا أحد يعرف بدقة عدد القتلى الذين سقطوا بنيران الحرس الثوري في إيران خلال تظاهراتهم الاحتجاجية، لكن تقارير تحدثت عن سقوط ما يصل إلى 100 متظاهر على الأقل في مدينة ماهشهر الإيرانية ذات الأغلبية العربية.
 
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"، قد قالت في تقرير مفصل بني على شهادات حية، إنه خلال ثلاثة أيام في منتصف الشهر الماضي، جرت حوادث قتل جماعي أدت إلى سقوط بين 40 إلى 100 متظاهر في مدينة ماهشهر جنوب البلاد، وهي منطقة تسكنها أغلبية من المواطنين من أصل عربي.
 
وقد وصفت الصحيفة الأميركية مجرزة ماهشهر بأنها "أسوأ أعمال العنف التي تم توثيقها حتى الآن، قد حدثت في مدينة ماهشهر وضواحيها."
 
وقد ظلت السلطات الإيرانية صامتة عن تفاصيل المجزرة طيل هذه المدة، لكنها أكدت الاثنين عبر تقارير أذاعها التلفزيون الإيراني الرسمي وقوع المجزرة، وسقوط قتلى، في كل من ماهشهر، وبهبهان، وشيراز، حسب "BBC فارسي".
 
وقد أكد التلفزيون الإيراني في برنامج بعنوان "مقابله سخت"، إطلاق النار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين، في مدن شيراز، وسيرجان، وماهشهر، والقدس، وشهريار، وملارد، غرب طهران، وفي مدينة فرديس بمحافظة البرز.
 

وفي تقرير آخر عن تغطية وسائل الإعلام العالمية لتظاهرات إيران، برر تقرير بثه التلفزيون الإيراني قتل المتظاهرين في مدينة ماهشهر بالقول "إن الظروف في المدينة كانت مختلفة عن المناطق الأخرى لوجود عوامل أخرى، مثل وجود مجموعات انفصالية تحمل أسلحة نارية، وحتى أسلحة شبه ثقيلة، كانت تغلق الطرق المؤدية لميناء ماهشهر الذي يربط المدينة ببقية البلاد، ويعتبر طريق لنقل البضائع."

وادعى التقرير أن "هؤلاء كانوا ينوون الاستيلاء على مصنع بتروكيماويات ماهشهر وتفجيره ... وفي ظل هذه الظروف، تدخلت قوات الأمن لحفظ حياة الناس."، نقلا عن "BBC فارسي".

وفي تقرير آخر، ادعى مسؤولون أمن في مدينة ماهشهر وجود عناصر مسلحة، أطلقت النار باتجاه عناصر الأمن من إحدى مستنقعات المياه، لكنهم قاموا بالتصدي لهم.

يذكر أن شهود عيان قد رووا تفاصيل إطلاق النار لوسائل إعلام عالمية، ونشروا شهاداتهم على مواقع التواصل، بخصوص ما حدث في ماهشهر، حيث أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين بشكل واسع، بعدما قام مسلحون غير معروفة انتماءاتهم، بإطلاق النار على عناصر تابعة للحرس الثوري.

وأكد شهود العيان أن المتظاهرين الآخرين لم يكونوا مسلحون آنذاك، وقد فروا بمجرد سماع إطلاق النار، لكن قامت قوات الأمن بإصابتهم بالرصاص الحي، وقد سقط ما يقرب من 20 شخصا في المدينة.

وفي 15 نوفمبر الماضي، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لاحتجاجات شعبية في عدة مدن إيرانية، بما فيها مدينتا ماهشهر، والأحواز.

ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان والصحفيين المحليين، يتراوح عدد قتلى المظاهرات الإيرانية منذ اندلاعها في 15 نوفمبر بين 180 إلى 450 شخصا، وربما يكون العدد أكثر بكثير، مع ما لا يقل عن 2000 من الجرحى و7000 معتقل.