انطلقت الاحتجاجات في ايران منتصف تشرين الثاني المنصم، بعد قرار السلطات الإيرانية رفع أسعار البنزين بنسبة 50 في المئة، ما لبث أن طالت الاحتجاجات رموز النظام الإيراني، خصوصًا المرشد الأعلى علي خامنئي، لتشهَد إيران أحد أكثر الاضطرابات على ساحتها الداخلية.
 
واستطاعت السلطات الايرانية، من لجم الاحتجاجات بعد مرور أسبوعين على اندلاعها أو التعتيم عليها عبر قطع الإنترنت، الذي كان وسيلة المحتجّين في نقل الأحداث الحاصلة في الداخل.
 
وولدت الانتفاضة الشعبية الايرانية في قلب فئة يسكنها أفراد الطبقة العاملة وأصحاب الدخول المحدودة بسبب الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تشهدها البلاد.
 
وفي ظلّ هذه الأحداث، اعترفت حاكمة مقاطعة قدس، الواقعة غربي محافظة طهران، ليلى واثقي، بأنها أمرت شخصياً قوات الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين خلال الاحتجاجات، مؤكدة أن الحرس الثوري كان نشطاً بقمع المتظاهرين.
 
وللوقوف عند تفاصيل هذه الحادثة التي أخذت وقعًا في الداخل الإيراني، كشف الصحافي المختص في الشأن الإيراني محمد مجيد الأحوازي للبنان الجديد أنّ مقاطعة قدس هي تابعة لمحافظة وشهدت  قتلى وجرحى بشكل لافت جدا، معترفًا أنّ تصريح واثقي كان له وقعا كبيرا في الداخل الايراني لأنّها تحدّثت بكل ثقة وبرودة عن أمرها بقتل جميع المحتجّين.
 
وتابع:" الناس في ايران شعرت بالصدمة بعد هذه التصريحات خصوصًا داخل النظام الايراني".
 
ولفت الأحوازي إلى أنّ "واثقي هي مقرّبة جدا من روحاني ومن مساعدته أيضًا".
 
 ولدى سؤالنا عن وضع مقاطعة قدس ابان الاحتجاجات، ردّ:" كانت قدس من أكثر المقاطعات سخونةً خصوصًا وأنّها مهمشة ومسحوقة، أمّا عن المحافِظة واثقي أتت إلى هذا المنصب للاصلاح وفي ظلّ قربها من روحاني كان يود اعطاء المرأة دورا في ايران لكنّ في أوّل اختبار ظهرت واثقي في لغة تنافس فيها الحرس الثوري الايراني حيال المتظاهرين".
 
وأوضح الأحوازي أن هناك مواقع اصلاحية مقربة من روحاني موقع انتخاب الايراني وهو مقرب من روحاني وصف تصريحات واثقي بالعجيبة.
 
ورفضت السلطات الايرانية، تحديد أعداد القتلى الذين سقطوا  خلال الاحتجاجات، أو عدد الذين القي القبض عليهم، وشكك بالأرقام غير الرسمية التي أعلنها المعارضة والمنظمات غير الحقوقية.