بعد مرور اسبوعين على الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية على خلفية ارتفاع سعر البنزين أدت إلى مقتل اكثر من 100 مواطن إيراني وعدد من قوات الأمن يبدو ان الأوضاع في جميع المحافظات تحت السيطرة وأعاده الحكومة خدمة الانترنت الدولي التي سحبتها طيلة اكثر من أسبوع. 
 
وتتوارد انباء عن تفاصيل الاشتباكات التي تجاوزت حدودها المدنية ووصلت إلى مواجهات عسكرية دامية خاصة في مدينة ماه شهر التابعة لمحافظة خوزستان المحاذية للحدود العراقية. 
ويبدو ان تلك المدينة خرجت خلال يومين ثلاثة عن سيطرة الدولة ما اضطر معها القوات الامنية للتدخل العسكري الذي كلفها أرواح من قادتها وعناصرها. ذلك لأن محافظة خوزستان وخاصة المدن الحدودية منها لا تتبع قانون حظر حمل السلاح او الاحتفاظ به وكأنها ليست محافظة إيرانية وتشبه ما تكون بالضاحية الجنوبية لمدينة بيروت التي تشهد إطلاق رصاصات في الأعراس والمآتم وغيرهما من المناسبات. وما يميز محافظة خوزستان هو وجود انواع السلاح الخفيف وشبه الثقلية في حوزة المدنيين يستخدمونها أحيانا في الاشتباكات مع بعضهم البعض. 
 
وتقول مصادر أن مدينة ماه شهر شهدت مواجهة عنيفة بين قوات الامن والمحتجين هرب خلالها الكثير منهم إلى داخل الأهوار وبادرت القوات الأمنية باطلاق الرصاص صوب الاهوار بشكل عشوائي اسفرت عن مقتل عدد منهم كما ان عددا من القوات الأمنية لقوا مصرعهم خلال تلك الاشتباكات. ووسط تبارل التهم بين الطرفين ليست هناك طريقة للتثبت من تلك الأخبار. 
وفي حين لم يستبعد أحد قادة الحرس الثوري مقتل عدد من المحتجين السلمين عن غير قصد من قبل القوات الأمنية ليست هناك احصاءات دقيقة عن عدد القتلى ولكن يبدو ان حجم المار الذي خلفته تلك الاحتجاجات كان هائلا. 
ان الاحتجاجات الأخيرة مثلت مصارعة الطبقة الدنيا مع النظام وبما ان الطبقات الدنيا ليس لديها قنوات للتعبير عن آراءه سرعان ما تتحول احتجاجاتها إلى اعمال فوضوية لا يتحملها اية دولة كاضرام النار في البنوك ونهب المحلات التجارية والغذائية وما الى ذلك. 
 
وفي حين أن هناك قتلى في صفوف المحتجين والمشاغبين ولكن لا أحد من المسؤولين يتفوه بأنه هو أصدر الأمر بإطلاق النار صوب المشاغبين المتهجمين إلى المراكز الحكومية اللهم إلا ان هناك سيدة تتولا قائممقامية شهر قدس القريبة من طهران أكدت بأنها هي التي امرت الشرطة بفتح النار لكل من اقتحم مبنى القائممقامية. وبررت السيدة ليلا ثامني قائد قوات الشرطة المسؤولة عن حراسة مبنى القائممقامية من المسؤولية تجاه ما حدث فيها بالأخذ على عاتقها المسؤولية الكاملة. وتقول ثامني ان المقتحمين كانوا يعرفون أن الشرطة ليست مخولة لإطلاق الرصاص ولهذا تقدموا نحو مبنى القائممقامية واقتحموا المبنی  ولكنني أصدرت أمرا باستهداف كل من تجاوز باب المبنى باتجاه الداخل. 
 
وبالمناسبة اقول للمسؤولين الاميركيين الذين يتهجمون على النظام الإيراني ويلومونه بتهميشه المرأة او اضطهادها ها هي المرأة الإيرانية تتولى منصب قائممقام لمدينة مهمة قرب العاصمة ولديها من الكفاءة والشجاعة قلما يوجد نظيرها عند الرجال وحتى العسكر.