تحت عنوان "الاضطرابات في لبنان تؤذي سوريا"، نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية تقريراً عن تأثّر السوريين بأزمة شح الدولار.
 
وانطلقت الصحيفة من الازدحام الذي يُسجل على طول الطريق الدولي بين بيروت ودمشق، مشيرةً إلى أنّ شاحنات محملة بالمنتجات المستوردة تتشارك الطريق مع مركبات تحمل لوحات سورية وتقل رجال أعمال.
وتابعت الصحيفة بالقول إنّ السيارات تهرّب حزماً من الدولارات من المصارف ومحال الصرافة اللبنانية إلى سوريا، مؤكدةً أنّ الطريق السريع هذا يمثّل شريان حياة مالياً لسوريا، إذ يساعد الشركات على البقاء في ظل اقتصاد غير واضح تبدو فيه الخطوط بين التهريب والتجارة مشوشة.
 
بناء على هذه المعطيات، لفتت الصحيفة إلى أنّ سوريا، المعتمدة اقتصادياً على الاستيراد، باتت تعيش في ظل فوضى أكبر مع اندلاع الأزمة المصرفية اللبنانية وأزمة شح الدولار، الذي ساعد سوريا على مواصلة الاستيراد.
 
الصحيفة التي تحدّثت عن خفض سقوف السحوبات والقيود على عمليات التحويل، نقلت عن رجل أعمال في سوريا قوله: "نعاني مشكلة حقيقية على مستوى تدفق العملة النقدية"، مضيفاً: "جميع الأعمال التجارية السورية تتم عبر لبنان... بتنا نحصي كل ليرة ننفقها".
 
وفي هذا الإطار، تناولت الصحيفة العلاقات التجارية اللبنانية-السورية الوثيقة، مشيرةً إلى أنّ المحامين اللبنانيين يفتحون شركات وهمية للسوريين، وإلى أنّ المرافئ اللبنانية تستقبل الوقود المعدّ للوصول إلى سوريا، وإلى أنّ سوق العملات الأجنبية السوداء في لبنان تزوّد السوريين بالعملات النقدية.
 
وتابعت الصحيفة بالقول إنّ المصارف السورية الخاصة ليست بأغلبها سوى فروع للمصارف اللبنانية، لافتةً إلى أنّ الشركات السورية تستخدم المصارف اللبنانية للتحايل على العقوبات الدولية.
 
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي روي بدارو أنّ الشركات التجارية الدمشقية تمثّل الجهة التي يعود إليها الفضل في تأسيس المصارف في بيروت، مبيناً أنّ أصل إحدى العائلات التي تمتلك مصرفاً بارزاً هو سوري.
 
بالإضافة إلى ما سبق، تطرّقت الصحيفة إلى الفترة التي اعمتد فيها البلدان عملة واحدة، قائلةً: "لطالما احتوت خزانات المصارف اللبنانية نقوداً سورية، إذ كان المستثمرون السوريون يبحثون عن ملجأ آمن لأموالهم خلال عهد الأسد الأب الذي طُبّقت خلاله سياسات التأميم والاشتراكية وخلال سنوات الحرب الأهلية مؤخراً".
 
وتابعت الصحيفة بالحديث عن الليرة السورية التي فقدت 20% من قيمتها منذ نهاية أيلول والتضخم في كل من لبنان سوريا، موضحةً أنّ ارتفاع الأسعار أثّر بشكل كبير على السوريين. ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال سوري قوله: "سوريا على حافة الهاوية".
 
بدوره، حذّر الخبير الاقتصادي السوري المقيم في دمشق، سمير عيطة، من أنّ الوضع خطير جداً، مضيفاً: "يمكنه أن يؤدي إلى حدوث مجاعة"، حيث ارتفعت أسعار بعض السلع الغذائية بنسبة تتراوح بين 15 و20%.
 
رجل الأعمال الذي قال إنّ نسبة 80% من أموال السوريين مودعة في المصارف اللبنانية (تمنح المصارف اللبنانية فوائد تصل إلى 10%)، أكّد أنّ الجميع بات يخشى خسارة أمواله.