من جديد، يعود العراقيون لصب جام غضبهم على التدخل الإيراني الذي يرون أنه تسبب في الأزمات التي تعيشها بلادهم حاليا.
 
 
والأحد، هاجم محتجون غاضبون في مدينة النجف، جنوبي العراق، القنصلية الإيرانية، للمرة الثانية خلال أيام.
 
وبحسب مديرية الدفاع المدني في النجف، فقد تم إحراق القنصلية، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني تعمل على احتواء النيران.
 
وأظهرت صور، جرى تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ألسنة اللهب تلتهم مقر القنصلية الإيرانية.
 
وجاء حرق القنصلية الإيرانية للمرة الثانية في أقل من أسبوع، ليؤكد رفض المتظاهرين للتدخل الإيراني في شؤون العراق الداخلية، ولاسيما دعمها للنخبة السياسية، التي يتهمونها بالفساد والفشل في إدارة الدولة منذ عام 2003.
 
وكان متظاهرون قد اقتحموا القنصلية الإيرانية في محافظة النجف بجنوب العراق وأضرموا فيها النيران، الأربعاء الماضي، في خطوة عدت تطورا جديدا في الاحتجاجات العراقية.

أما العاصمة بغداد، فقد شهدت خروج أكبر تظاهرة شعبية في حي البياع، ضد النفوذ الإيراني في البلاد.

وهتفت حناجر آلاف المحتجين ضد إيران، داعين نظامها إلى كف يده عن التدخلات التي دأب عليها.

وخرجت التظاهرة الحاشدة، بالتزامن مع تشييع أحد ضحايا المواجهات في التظاهرات.

وكان الخميس، هو اليوم الذي سبق إعلان استقالة عبد المهدي، أكثر الأيام دموية منذ انطلاق الاحتجاجات في العراق، حيث شهد مقتل 45 شخصا فضلا عن إصابة المئات.

وكانت مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، شهدت سقوط 32 من هؤلاء، كما قتل 10 في احتجاجات مماثلة في النجف.

وبلغ عدد القتلى الاحتجاجات أكثر من 420 منذ خروج العراقيين إلى الشوارع في مطلع أكتوبر الماضي.

وأكدت تقارير عدة تورط إيران في قتل المحتجين وغيرهم قبل اندلاع الاحتجاجات، خاصة عن طريق عمليات الاغتيال والتعذيب، بواسطة ميليشيات تدعمها طهران.

وقال مسؤول عراقي وناشطون إنهم يعتقدون أن ميليشيات مدعومة من إيران وراء حوادث القتل، لأن القتلى وجهوا انتقادات صريحة للميليشيات المدعومة إيرانيا، وتلقوا أيضا تهديدات استنادا إلى نشاطهم المناهض للحكومة والمعادي لإيران.