الانتفاضة الشعبية اللبنانية التي فجّرها الشعب اللبناني في الشوارع والساحات في السابع عشر من تشرين الأول، وما زال هديرها مُتواصلاً حتى الساعة، ووقع الجميع في المأزق الحالي.
 

يا سبحان مُغيّر الأحوال، هاهم ساستُنا الميامين( مُثلّث حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر)، ملكوا ناصية أمرنا، وحكموا في دمائنا وأموالنا وأعراضنا، لا يقبلون بدلاً عن الرئيس سعد الحريري، ولا يرتضون بغيره رئيساً للوزراء، بعد أن كانوا في ما سلفَ من الزمن قد خلعوه، بعد أن قذفوه بالموبقات والمُنكرات، وعندما عاد إلى أحضانهم، ليّن العريكة، مهيض الجناح، مِطواعاً لإرادتهم، أعادوا تنصيبه، حتى أطاحت به وبهم الانتفاضة الشعبية اللبنانية التي فجّرها الشعب اللبناني في الشوارع والساحات في السابع عشر من تشرين الأول، وما زال هديرها مُتواصلاً حتى الساعة، ووقع الجميع في المأزق الحالي، الحريري شرٌّ لا بدّ منه، يغدقون عليه سخاءهم، ويعرف ويعرفون أنّهم ليسوا بأسخياء، يدورون ويحورون حوله وحول أنفسهم، وربما صحّ فيهم وفيه (مع ما يلزم من الاعتذار) ما جرى بين أفرادٍ من قبيلة "مُزَينة" وشاعر الرسول حسان بن ثابت في الجاهلية، حين أسروه وأراد أهله أن يُفادوه، فقالت مزينة : لا نُفاديه إلاّ بتيسٍ أجمّ، فقالوا: والله لا نرضى أن نفدي شاعرنا ولِساننا بتيس، فقال حسان: ويحَكم، أتغبنون أنفسكم عياناً، إنّ القوم تيوس، فخذوا من القوم أخاكم، وأعطوهم أخاهم.