مؤسف مشهد أنصار الشوارع وهم يهتفون بغضب عارم لصالح من يحبون وضدّ من يكرهون وهم يجوبون بدراجاتهم النارية وبأعلامهم الطائفية مناطق نفوذهم أو نفوذ الآخرين إستدراجاً لواقعة جديدة إنتصاراً لأحقادهم الدفينة والجديدة والمطبوخة جيداً بمطابخ السياسة نصرة للمصالح التي تحتاج إلى دماء لا إستنصراً للدين الذي يحجب دماء المسلمين وغير المسلمين.
 
أنصار لا تعرف سوى الهوبرة والهتاف والزعيق والشتم والسبّ وضرب العصي وركوب دراجات الفتنة والنهب والسرقة والتكسير وهل هذا ما يرضي القيادات ؟ أن يكونوا زعماء لهؤلاء لهذه العيّنة من الشباب الذين لا يعرفون سوى ركوب موجات الفتن وأن يكون لعباً لألعاب السياسيين كيّ يكونوا أرقاماً جديدة في حساباتهم السياسية تدفعهم إلى التسوية المطلوبة على الجثث المنتشرة على شوارع الطوائف تماماً كما هي أحوال التجارب اللبنانية والتي لم يستفد منها الطائفيون الحاضرون دوماً للموت دفاعاً عمن يدفنهم إلى أرض التسويات السياسية بموتهم البطيء أو السريع لا همّ في ذلك لأن المهم تنفيذ الرغبة في دفع الثمن المطلوب لصالح إمام الجماعة .
 
تبدو القيادات منتشية وهي تسمع هتافات الأولاد والنساء لذا تستسيغ صراخهم وعلو وغلو حناجرهم و لايعيبون من يهتف لهم مهما تصرّف من سوء بل يبررون له بالسكوت عنه وبتركه يتصرّف وفق الجدول الزمني والمكاني وضمن متطلبات الساعة الحزبية لطائفة هنا وأخرى هناك  وهذا ما يدفع بالبلاد إلى ما نحن عليه من بؤس سياسي وإجتماعي وتدهور سريع للوضع الإقتصادي إذ يتركون البلاد والعباد لراكبي دراجات الفتن المتنقلة ولا أعرف ما الذي يرضي القيادات الحزبية الطائفية في هذه العيّنات الغوغائية المستعدة دوماً للفوضى والعبثً بالإستقرار؟
 
يبدو أنّها السلاح المطلوب والجاهز لمثل هذه الحالات وعليها تقع مسؤوليات هدم جدار الأمن وإستباحة الحُرُمات ونشر غبار الحرب ونذير الشؤم بين اللبنانيين كي يستغل أهل السياسة ما يُهدّد السلم الأهلي فتسقط شروط هنا وتتلاشى أخرى هناك وهكذا يتم القضاء على الشيء الصحيح في لبنان وهو تحريره من براثن هذه الطبقة السياسية فتنعدم الرؤية وتصبح المطالبة بتغيير عفن الواقع هي الأزمة التي جرفت بلبنان وسببت له مشاكل لا حصر لها وكادت أن تصل به إلى حرب أهلية جديدة تعصف بمكتسبات الأمن في لبنان .
 
إنها فصل من فصول السياسية المعروفة والتي أتقنتها الطبقة السياسية في كل الظروف الصعبة والتي أثبتت نجاعتها حتى الآن إذ أن ترك العبثيين والهتافين من أولاد ويافعيين ورجال ونساء لا حول لهم ولا قوّة سوى بح حناجرهم ليحيا الزعيم الحزبي الطائفي وتهديد أمن الناس بحراك يومي مشبوه يثير المخاوف والقلاقل ويدفع بالناس الى البقاء في بيوتهم حتى لا تهرسهم دراجات الموت المتنقلة والساعية الى النيل من الثورة التي فضحت زيف الجميع وهدّدت مصالحهم وثرواتهم و بروجهم وجبروتهم وكشفت عن عوراتهم السياسية والمالية و عن مشاريعهم الفاشلة وعن كذبهم في الإصلاح والتغيير.