رأت مصادر "القوّات اللبنانية" أنّ الحريري "قدّم كلّ التسهيلات اللازمة لتأليف الحكومة، ولكن الطرف الآخر ظلّ مصرّاً على الفراغ، وبدلاً من تقديم الافكار المتاحة والمطلوبة عَمد طوال هذه الفترة الى الضغط على الحريري واستفزازه سياسياً وإعلامياً وحتى عبر الشارع، ما دفعه الى إعلان موقفه في وضوح لجهة انه طالما انّ الطرف الآخر لا يريد التعاون وانه يستخدم الشارع ويلوّح بالفوضى ويهدد بالاعلام، وطالما أنه لا يريد التعاون، إتخذ قراره انّ عليه ان يتدبّر أمره".
 
وقالت المصادر لـ"الجمهوية": "رمى الحريري الكرة في ملعب العهد و"حزب الله"، وعلى هذا الطرف ان يتحمّل مسؤوليته بما معناه انّ الحريري لن يكون في موقع الذي يغطّي لا رئيساً مكلفاً يعبر من "بيت الوسط" ولن يكون رئيساً لأي حكومة تحت الضغط". وأضافت: "دخلت الامور في مرحلة جديدة، فبرفض الحريري التكليف وبرفضه في الوقت نفسه ان يغطي رئيساً مكلفاً، قد يكون أيضاً سيرفض المشاركة في أي حكومة مقبلة، ما يعني انّ الرئيس الذي سيكلّف لن يحظى بشرعية "بيت الوسط" كما لن يحظى برؤساء الحكومات الثلاثة ولن يحظى بشرعية دار الافتاء، وسيكون لديه مشكلة مع الحالة السنية في الداخل ومع امتدادها الاقليمي، ما يعني أنها ستكون حكومة اللون الواحد".
 
وأشارت "القوات" الى أنّ من سلبيات حكومة اللون الواحد:
 
 
"أوّلاً، إشكاليات داخل البيئة السنية من خلال اختيار شخصية سنية خارج الاجماع والتوافق السني وعلى يد فريق حجز الاستشارات النيابية الملزمة خلافاً للدستور.
 
ـ ثانياً، ستكون حكومة مواجهة مزدوجة مع القوى السياسية ومع الشارع، والناس التي لا تريد الخروج من الشارع وترفض حكومات سياسية.
 
- ثالثاً، حكومة اللون الواحد لن تشكل صدمة ايجابية من اجل إنقاذ الوضع الاقتصادي، وبالتالي يصرّ هذا الفريق على إدخال البلاد في مزيد من المآزق الوطنية والسياسية".
 
وختمت المصادر: "في حال نجح هذا الفريق بتكليف رئيس حكومة فإنه لن ينجح في الوصول الى التأليف، وفي حال وصل الى التأليف، ستكون ولادة التأليف ميتة لأنّ ظروف اليوم مختلفة عن ظروف 2011 حيث أنّ الازمة هي أزمة اقتصادية وأزمة ناس منتفضة بوجه هذا الواقع".