الولايات المتحدة الأميركية تنقل تعزيزات عسكرية من الأردن إلى محافظة الأنبار العراقية.
 
 بالتزامن مع نشر جنود إضافيين وحاملة طائرات إضافية في الخليج العربي، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز حضورها العسكري في العراق، إذ سجلت الأيام القليلة الماضية تدفقا كبيرا لقوات قتالية على الجزء الغربي من البلاد.
 
وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان في محافظة الأنبار، الحدودية مع كل من سوريا والأردن والسعودية، إن عشرات الجنود والعجلات العسكرية الأميركية، عبروا الحدود الأردنية نحو قاعدة عين الأسد في غرب العراق.
 
وأبلغت المصادر “العرب” بأن هذا التعزيز العسكري الأميركي ليس الأول خلال الأسابيع القليلة الماضية، بالتزامن مع خطة إعادة الانتشار الأميركية في سوريا.
 
ولا يعرف بالضبط عدد القوات الأميركية التي تتمركز في مناطق غرب العراق المطلة على الحدود مع سوريا، لكن مصادر عديدة تؤكد أن الولايات المتحدة نقلت إمكانيات عسكرية كبيرة إلى هذه المنطقة خلال الشهرين الماضيين.
 
كذلك ليست واضحة الأهداف التي تبتغيها الولايات المتحدة من وراء هذه الخطة، في ظل تخبط السياسات الأميركية في كل من سوريا والعراق، وما نجم عنه من فراغ كبير، شغله الإيرانيون بسهولة.
 
ويقول مراقبون إن الجيش الأميركي يعتبر منطقة الأنبار الحدودية استراتيجية لخططه التي تتضمن بقاء طويل الأمد. وحتى الآن، يتركز الوجود العسكري الأميركي في مناطق سنية وكردية من العراق، تشمل الموصل وتكريت وكركوك والأنبار، فضلا عن محافظات إقليم كردستان الثلاث.
 
ويتوقع المراقبون أن تستثمر الولايات المتحدة في البيئة السنية التي تغير مزاجها إزاء الوجود العسكري الأميركي، مقابل تنامي مشاعر العداء لوكلاء إيران في الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وهو ما يفسر الأريحية الأميركية في التحركات العسكرية ضمن هذه المحافظات.
 
ومنذ اجتياح تنظيم داعش لمناطق عراقية واسعة صيف العام 2014، تغير المزاج السني العراقي من رافض للوجود العسكري الأميركي إلى مرحب به، بوصفه ضامنا لأي نوع من الشراكة مع الأغلبية الشيعية التي تحكم البلاد.
 
وتربط أطراف شيعية التحركات الأميركية الأخيرة في الأنبار، بحركة الاحتجاجات العراقية غير المسبوقة في بغداد ومدن الوسط والجنوب
 

ويقول قيس الخزعلي زعيم حركة عصائب أهل الحق العراقية الموالية لإيران، إن الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الأنبار، تنفيذا لخطة تسليح مجموعات سنية بأموال خليجية، فضلا عن دعم التظاهرات في المناطق الشيعية.

ويتهم الخزعلي الإمارات بتمويل الخطة الأميركية لتسليح مقاتلين سنة من محافظة الأنبار، ودعم نشطاء شيعة في بغداد والوسط والجنوب لإدامة زخم الاحتجاجات.

وبالنسبة للأوساط السياسية الشيعية العراقية الموالية لإيران، فإن الولايات المتحدة تعمل حاليا على إضعاف الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد من خلال دعم التظاهرات، مقابل تشجيع السنة في الأنبار والموصل وتكريت على التسلح، استعدادا لإعلان إقليم مستقل أو شبه مستقل في أي لحظة.

ويقول الخزعلي إن الولايات المتحدة، تدفع حاليا نحو ثلاثة آلاف دولار أميركي لكل مقاتل ينخرط في مجموعات المتطوعين السنة، لتلقي التدريب على السلاح في قاعدة عين الأسد، مضيفا أن معلوماته تأتي من مصادر ميدانية، على صلة بقوات الحشد الشعبي الشيعية المنتشرة في مناطق غرب الأنبار.

ويقول مراقبون إن قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران، لا يهتمون بشرح أسباب وجود قوات شيعية غير نظامية في مناطق سنية، لكنهم في الوقت عينه ينتقدون وجود قوات أميركية هناك.

ويشرح هذا الواقع مستوى الصراع بين الولايات المتحدة وإيران لتعزيز النفوذ في مناطق قرب الحدود السورية، تمثل خزانا بشريا سنيا كبيرا في العراق.