أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بان "المواجهات بين ​المحتجين​ ال​لبنان​يين ومؤيدي "​حزب الله​" تؤدي إلى وضع قوات ​الأمن​ و​القوات المسلحة​ في لبنان في موقف حساس مهددة بذلك وقوع البلاد بمأزق سياسي"، مشيرةً إلى أنه "على مدى أسابيع ، عمدت ​قوات الأمن​ اللبنانية إلى بذل جهد كبير لحماية المتظاهرين في تناقض صارخ مع ​العراق​، حيث قتلت ​الشرطة​ أكثر من 340 شخصًا خلال الشهر الماضي في رد على ​احتجاجات​ مماثلة".

واعتبرت أن "حزب الله" أرسل من خلال مهاجمة المحتجين ليلة الأحد رسالة مفادها أنه على استعداد لاستخدام القوة لحماية قوته السياسية ومع ذلك ، فإن مواجهة "حزب الله" القوي المدعوم من ​إيران​ أمر غير وارد بالنسبة للجيش لأن ذلك سيؤدي إلى تدمير الموقف المحايد الذي يسعى إلى الحفاظ عليه ويمكن أن ينقسم صفوفه"، مشيرةً إلى أن "المواجهات ليل الاحد أدت إلى إظهار الانقسامات السياسية والطائفية التي قال المحتجون إنهم يريدون إنهاءها".

ولفتت إلى أن "السياسيين فشلوا في الاتفاق على ​حكومة​ جديدة منذ استقالة حكومة سعد ​الحريري​ في 29 تشرين الاول ويصر "حزب الله" وحركة "أمل" على أن يشكل الحريري حكومة جديدة مكونة من تكنوقراط وسياسيين ، لكن الحريري - مرددًا مطالب المحتجين - يقول إنه يجب أن تتكون فقط من الخبراء الذين سوف تركز على ​الأزمة​ الاقتصادية في لبنان ومع استمرار الجمود يزداد غضب المتظاهرين".

وأكدت أن "​الجيش​ هو أحد مؤسسات ​الدولة​ القليلة التي تحظى بدعم واحترام واسعين من الجمهور، حيث يُنظر إليها كقوة موحدة في الدولة المنقسمة بشدة ولقد عملت في معظم الأحيان على نزع فتيل التوترات وحماية المتظاهرين، رغم أنها سمحت في مناسبتين لمؤيدي "حزب الله"و​حركة أمل​ بتدمير الخيم في موقع الاحتجاج الرئيسي في ​وسط بيروت​"، مشيرةً إلى أن "الجيش هو بالفعل في قلب النقاش في دوائر صنع ال​سياسة​ الأميركية وتحتفظ إدارة ​ترامب​ الآن بأكثر من 100 مليون ​دولار​ من المساعدات العسكرية الأميركية للبنان التي وافق عليها ​الكونغرس​ ، دون تقديم أي تفسير للحجز وقد أثار ذلك مخاوف بين أوساط الأمن في ​الولايات المتحدة​ الذين يرون أن المساعدات - التي تستخدم إلى حد كبير لشراء معدات عسكرية أميريية - هي مفتاح مواجهة النفوذ الإيراني في لبنان ومع ذلك ، سعى آخرون، بمن فيهم المشرعون المؤيدون ل​إسرائيل​ في الكونغرس إلى تفكيك الجيش، بحجة أن "حزب الله" قد بات خطرا وكانت قد صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية".

وأضافت "لطالما اعتقدت الإدارات الأميركية أن وجود جيش لبناني قوي يمكن أن يكون مضادًا لأسلحة "حزب الله" ويمكن أن يحرم المسلحين من العذر للاحتفاظ بأسلحتهم"، مشيرةً إلى أن "القوة البالغ قوامها 70 ألف جندي انقسمت على أسس طائفية خلال الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975 و 1990 ومنذ ذلك الحين ، نجحت إلى حد كبير في تحقيق مستوى من الاستقرار من خلال الحفاظ على عمل موازنة صارم يتضمن التنسيق مع "حزب الله" في المسائل الأمنية".