ليلُ اللبنانيين سيطول، قبل أن تتمكن ثورتهم البيضاء من الإنتصار على بطش الأيادي السوداء وخزي الحكام المُرتهنين.
 
جمودٌ مُريب ومُستهجن في دوائر القصر الجمهوري لمُدّة تجاوزت الأربعين يوماً على انطلاقة الثورة الشعبية، فرئيس الجمهورية لم يُبادر إلى إجراء استشارات نيابية مُلزمة لتكليف رئيس حكومة جديد، والعُرف يقضي بإجرائها فوراً، والمنطق ومصلحة البلاد العليا كذلك، فما بالك اليوم والبلد في أسوأ الأحوال الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والحياتية، وثوار الانتفاضة لم يغادروا الساحات والشوارع، بانتظار تحقيق مطالبهم ضمن الحدود الدنيا، والشروع في تأليف حكومة إنقاذية حيادية من أصحاب الكفاءات الوطنية والتكنوقراطية، وهم إذ حاولوا بالأمس بعث الروح في حراكهم، بعد إعطاء مهلة كافية لرئيس الجمهورية للقيام بواجبه الوطني الدستوري، ولم يُحرّك ساكناً حتى الآن، وأعربوا عن عزمهم معاودة إقفال الطرق (التي باتت رمزية في منطقة جسر الرينغ واوتوستراد جلّ الديب)، زحفت باتجاههم "أشاوس" القوى المعارضة التي يُحرّكها الثنائي الشيعي(حزب الله وحركة أمل) لتشتبك مع ثُلّةٍ منهم بالعصيّ والحجارة، فضلاً عن السباب والشتائم، وينجح "الغُزاة" في محاصرة "الثوار"، حتى تعهّدت القوى الأمنية الشرعية في الفصل بين الطرفين، ومن ثمّ ليعمد الغزاة إلى اجتياح ساحتي الشهداء ورياض الصلح وتخريبهما، وبعد ذلك عمدوا إلى التّمدُّد إلى الحي السكني الأكاديمي في شارع مونو، ليعيثوا فيه تكسيراً ونهباً وخراباً، بلا حسيبٍ أو رقيب، وأمام هذا الإختراق الخطير والفاضح، خرج النائب شامل روكز(قائد فوج المغاوير سابقاً)، ليصف ما حدث في جسر الرينغ بالمؤسف والخطير، أي التّعرّض للثوار بالعنف والشّدّة من قِبل غُزاة الثنائية الشيعية، إلاّ أنّ الأخطر في نظره كان التّعرّض للممتلكات العامة والخاصة في منطقة سكنية( شارع مونو المحاذي لمنطقة الأشرفية)، ولعلّ الأخطر في نظرنا والمُستغرب لدينا أنّ النائب شامل روكز يُطالب بتوضيحاتٍ سريعة، ومُعالجة فاعلة وضماناتٍ"أكيدة" تُجنّب لبنان الفوضى، ونحن بدورنا نسأل صهر الرئيس عون: من هو المُطالَب بهذه التوضيحات السريعة والفاعلة؟
 
إن لم يكن فخامة الرئيس "القوي"، فلو كان الرئيس لا يستطيع أن يُقدّم مثل هذه التوضيحات، فتلك مصيبة، أمّا إذا كانت الأجوبة عند "عديله"، أي الصهر الثاني أو الأول جبران باسيل،  فالمصيبة أعظم، وليلُ اللبنانيين سيطول، قبل أن تتمكن ثورتهم "البيضاء" من الإنتصار على بطش الأيادي السوداء وخزي الحكام المُرتهنين.
 
حبّذا لو يقوم الجنرال النائب روكز  بما يلزم من مهمات إنقاذية داخل القصر الجمهوري، بدل طلب التوضيحات ممّن لا يملكون  الجواب ولا يقوون على الفعل.