بعد  اكثر من 33 يوم من الثورة التي أطلقها الشعب اللّبنانيّ بوجه الطبقة السياسيّة التي سرقت حلمه ببناء وطن، وما يرمز هذا العدد للشعب اللّبنانيّ، حيث وقف في يوم من الأيّام ضدّ العدو الإسرائيلي عام 2006 ولم يتذمّر حينها من قطع الطرقات وشرايين الحياة في تلك الأيّام بل وقف إلى جانبكم.
 
 بماذا بادلتموه اليوم؟!  
شكّكتم بثورته من اليوم الأوّل، كما طالبتوا من الناس أن تفهم عليكم بلغة الإشارة وقلتم بالفم الملآن وبدون تردُّد ولا خجل، أنّكم إلى جانب بقاء تلك الحكومة وطلبتم من الثوار الخروج من الشوارع، وعلى عكس توقعاتكم بقيت الثورة والانتفاضة بثبات وعزيمة حتى اسقطت حكومتكم تحت وقع أقدام هذا الشعب المستضعف، و بداعليكم التأسّف والتألّم مع الأسف واحسّستم بالخاسرة الكبرى جرّاء سقوط الحكومة.
 
ما كان منكم إلّا أن توعدتوا رئيسها بأنّ لن يراها بعد اليوم، كما عدتم في اليوم الثاني بالاعتراف بأنّكم لن تستطيعوا تسمية رئيس حكومة من لون واحد، لذا طلبتوا منه أن يعاونكم لكنّه تعذّر لأنّه يدركُ جيّدًا  بأنّ الشارع سيُطيح به من جديد وبدأتم استعراض اسماء  لتولّي التكليف فوقع اختياركم على شخصيّة ارتبط اسمها بالفساد البحريّ والبريّ باعتراف أقرب المُقرّبين اليه.

 الثورة لم تعد تقبل أيّ ترشّح لأي منصب إلّا أن يكون موافقًا ومطابقًا لمواصفات الشارع، هذه الثورة التي استهزأتم بها اسقطت حكومتكم واسقطت مُرشّحكم وستُسقط كلّ فاسد في الوطن وستلاحقكم  إلى عواصم القرار، لكيّ تحجُبَ عنكم الثقة ولتضع الأوروبيّين ومن يُريدُ مساعدة لبنان أمام مسؤوليّاته بعدم مساعدة أي حكومة فاسدة.

في الأيّام القادمة سوف نكشف لكلّ مسؤول من هو متعهده الذي يستلم منه المناقصات والتنفيعات، لذلك سوف تتطوّر هذه الثورة لتفضح فسادكم وسمسراتكم وتكشف عن الاموال الطائلة التي تجنونها جرّاء كلّ هذه السمسرات.
 
اما المرجعيّات الدينيّة، فخيراً فعلت ففي صمتها صمت القبور ولم يكن لها أيّ موقف مؤيّد لمطالب الناس وخرجت علينا لتحتفل بمولد النبي لتُفرّغه من مضمونه ولتغفل عن ان محمداً لم يأتي الّا بالعدالة ولم يكن لديه هدفًا اكبر من تكسير الاصنام  الخشبيّة والحجريّة ومع الاسف ان المرجعيات الدينيّة لا هم لها سوى حماية الأصنام البشريّة  لكنّ لم تعد المرجعياّت الدينيّة هي من تعطي الشرعيّة و تمنع شرعيّة  ولعلّ من اهم انجازات الثورة انها جعلت المرجعيّات الدينيّة التي بقيت حتى الأمس تتواطئ مع هذه السلطة سقط سحرها وغشّها وتواطؤها مع الحاكم سقطت لانّها لم تعد موثوقة عند الجميع.

لا، لأنّ الجماهير كفرت بدينها بلّ لانّ الجماهير لم تعد تثق برجالات الدين الذين يبيعون دينهم بدُنيا غيرهم  لذلك من اهم النقاط التي حققتها ثورتنا مواجهة سرطان الفساد الذي يتحرّك مغيّرًا شكله كما سرطان الاجسام  وخلاياه  تتشكّل من جديد بعد كلّ مواجهه لجرعه دواء وتتحرّك ولكنّ الدواء الناجح هو صرخات الشعب  وبقائها في الساحات التي سوف تُلاحق السلطة  وتُراقبها وتُحاسبها.
 

 لقد انطلقت مبادرات كثيرة منها من هو جميل و لطيف ومن اجمل المبادرات خروج بوسطة السلام من عكار الى الجنوب ومع الاسف فقد شيطنها ازلام السلطة الحزبيّة في اول الطريق الى الجنوب لمنعها من العبور لانهم لا يريدون للناس واللّبنانيّين ان يتلاقوا ولا يريدون  السلام في لبنان ان يحلّ وان تتبادل الناس التحايا و التحابب لذلك اوقفوها في صيدا في دعايات تخرج من مطبخ واحد من غرفة سوداء سوادها اشد سواد من قلوب اهلها الذين بثوا افكارهم الحاقدة وافلتو ابواقهم على المحطات الاعلاميّة لينذروا بشر مستطير ويقولوا بان حربا اهلية قادمة وانا اسال عن اي حرب اهلية  تتحدثون الحرب تحتاج الى طرفان وانا هنا اتحدث باسم كل من نزل استطيع ان اتحدث  باسمه بهذه النقطة بالتحديد وليس بكل النقاط ان كل من خرج في هذه الثوره لا يريد ان يكون طرفا في الحرب الاهلية هو يريد ان يكون منفتحا على السلام بل صانع السلام فكيف يحرِّض على الحرب؟ 


 لكنّ كنّا نسمع ابواق القنوات الحزبيّة كيف كانو يخيفون الناس ويهددوهم بالحرب وكميه الاكاذيب التي بثوها  تثبت ذلك من لديه قدرة على الحرب الاهلية يريدها و  لكن الطرف الاخر  الذي يؤمن بالتغير السلمي لا يريد الحرب والحرب تحتاج لطرفين  كل الساحات ليست طرفا ولا تريد ان تكون وقد يكون للخارج اجندات عبثية للبنان لكن الشعب ليس من خياراته العنف سوف نكون سلميين  نصرح بحناجرنا لن ننجر الى العنف بموضوع قطع الطرقات انتم تعرفون أننا في ثورة بكل ما للكلمة من معنى ولو شوهها  المغرضون وتحدثوا عنها ما يريدون لكنهم اعترفوا اخيرا بحقها. 


اخيرًا اتوجّه الى كلّ  شريف نزل الى الشارع لاقول له ان خروجك وعيالك الى الشارع قد انجز الكثير وعليه يجب ان تكون العيون شاخصة والقبضات مشدودة والصرخات حاضرة في اي لحظة احتاجت فيها الثورة نزولك الى الشارع وان ذوق اللبنانين والثوار اصبح موحدا فهو يعلم ايمتى ينزل الى الشارع او متى يقطع الطريق لبضع ساعات حتى يضغط على الحكومة ومتى يفتح طريق واتوجه الى من شوه فكرة الاحتجاج على الطرقات انهم قطعوا طرقات الوطن في عام 2006  ولم يحتج عليهم احد ووقف الشعب اللبناني الى جانبهم حتى توقفت الهجمة الاسرائيلة فهل بفقهون أننا في حالة ثورة واننا يجب ان نصبر على بعضنا البعض لكي نحقق اهداف الثورة. 

في الختام اتوجه الى اهلي في كل لبنان عموما وفي الجنوب وبعلبك والضاحية والهرمل و جبيل خصوصًا.


لا تسمعوا لكل تحريض ضدكم وتشويه ضد ثورتكم انتم اهل الحرمان واهل مقاومة الذل لا تركنوا الى اللذين ظلموا فتمسكم النار ، و لا تخرجو ا من الساحات هذه الساحة لكم وصرخاتهم هي لكم ولا تستمعوا لاي كان وغدا سوف تعلمون ان السحر قد انتهى والغش قد افتضح امره  وكل النوايا قد برزت. 


اعرف ان آمون بات مكشوفاً وسيسقط من خلال فهمي بالسنن التاريخية فما من مستبد وظالم استعمل عباد الله هزأً  واموالهم  نهباً الا مكر الله به وجعل سقوطه ومنظومته  وشيكه وان غدا لناظره لقاريب.