سجل الإعلامي والصحافي الناجح سامي كليب يوم أمس حدثا إعلاميا استثنائيا عندما أعلن استقالته من قناة الميادين التي عمل فيها منذ سنوات، وقال كليب في منشور له على صفحته على التواصل الاجتماعي "انسجاما مع افكاري وقناعاتي وضميري تقدمت باستقالتي من الميادين متمنيا لها دوام التقدم والإزدهار."
 
حمل الإعلامي كليب رسالته الإعلامية كمسؤولية وطنية، ولم يستطع الاستمرار في تحمل عبء أن لا يكون نفسه، فكان في قراره أكثر حرية من كثيرين أخذوا إعلامهم وأقلامهم إلى خارج السياق الوطني وإلى خارج المسؤولية الإعلامية الوطنية، فلم يستطع كليب أن يكون بوقا إعلاميا من أبواق السلطة وهو يشاهد مئات الآلاف من الشعب اللبناني في الساحات في وقت كانت قناة الميادين بسياساتها المعتمدة خارج نبض الشارع بل هي منحازة بالكامل لإرادة السلطة ورغباتها وليس في لبنان وحده بل في كل العواصم العربية وغير العربية من سوريا إلى العراق ولبنان وإيران وغيرها من الدول.
 
لقد أراد البعض أن يكون الإعلام مجرد أداة تستخدمها السلطة ضد إرادة الشعوب وقد جرى شراء أبواق وإعلاميين كثر هدفهم التصفيق للزعيم وإحباط الثورات والإنتفاضات الشعبية في أكثر من مكان فكانوا شهود زور على الواقع الجديد الذي تشهده العديد من الدول، الواقع الثائر على القهر والحرمان والفقر والاستبداد، وقد كانت الميادين وبعض المؤسسات الإعلامية الأخرى في وطننا العربي من تلك الأدوات.
 
إن الموقف الشجاع والصادق الذي اتخذه الإعلامي سامي كليب يمثل أعلى درجات الانسجام مع الفكر الحر والإرادة المتحررة وهو رسالة عميقة الأثر إلى الثوار الشرفاء في ساحات لبنان، وإلى السلطة السياسية ايضا السلطة التي ما زالت تمعن في تهميش الثورة ومطالبها.
 
وهذه الرسالة مفادها أن الحقيقة وحدها هي الأبقى والأنقى رغم كل المحاولات لإخفائها ورغم كل الاساليب  القمعية والتي كان آخرها حجب محطة الجديد عن بعض المناطق اللبنانية.
 
عقاب الجديد أنها كشفت بعض الحقائق والمفسدين وهذا ما يريده البعض في مجتمعنا أملا منهم باستمرار المقدسات المصطنعة لكن الوعي الذي نشهده  اليوم هو اكبر من كل هذه الوسائل والألاعيب.
 
لقد كان الثوار الشرفاء في بيروت والعراق بحاجة إلى إعلاميين ك سامي كليب وها هو يصافحهم من خلال قراره بالانضمام الى صوتهم ووجعهم وآلامهم، 
فبالإعلاميين الأحرار تكبر الثورة اكثر