وفي هذه المناسبة كلنا أمل بسواعد الثوار وقبضاتهم باستنهاض الهمم نحو إعداد الرؤى الفكرية والاقتصادية والسياسية، التي تؤدي إلى إنتاج قيادات جديدة بمعزل عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية ليبقى الانتماء الواحد هو للوطن والجمهورية.
 
٧٦ عاما على الاستقلال المناسبة التاريخية في سجل لبنان، العيد الوطني الذي تحول إلى مناسبة لظهور السياسيين وحواشيهم، مناسبة فولكلورية مملة.
 
المناسبة هذا العام كانت مختلفة تماما بعدما أعاد إليها ثوار لبنان في الساحات المعنى والحقيقة، فأصبح الاستقلال الحقيقي أملا حقيقيا نتطلع إليه كل يوم كلبنانيين خلعنا رداء الطائفية فكان الولاء للوطن وحده والهوية وحدها.
 
كان الثوار الشرفاء اكثر تحديا ورفضا لكل الإملاءات والتدخلات الخارجية وكان ردهم بالأمس أبلغ أحتفال بالاستقلال عندما رفضوا جميعهم التدخلات السافرة للإدارة الأميركية من خلال مداخلة السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان في الكونغرس الأميركي، لقد قالوا لا للتدخل الأميرمي في شؤون لبنان وقد رفضوا أي استغلال لثورتهم الأمر الذي يؤكد على الخيارات الوطنية البحتة كواحدة من اساسيات الثورة التي يجب المحافظة عليها.
 
الأمل بلبنان جديد واستقلال حقيقي يتجدد مع هذه الثورة المضيئة في تاريخ لبنان في ظل تحديات كبيرة وخطيرة من أهمها خروج لبنان من مأزقه السياسي والإقتصادي،  والأمل أن تستجيب السلطة الحالية لإرادة التغيير والتجديد من خلال الإسراع بتحديد المواعيد للاستشارات النيابية الملزمة والخروج بحكومة تلبي المطالب والتطلعات، وتذهب سريعا إلى تجديد الحياة السياسية والتشريعية من خلال إقرار القوانين التي تعمل على محاكمة كل المسؤولين المشاركين بالفساد الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في هدر الأموال العامة التي حرمت الكثير من الناس من أبسط حقوقهم المعيشية والصحية والبيئية والاستشفائية، مع ضرورة لانتخابات نيابية مبكرة وتتوّج بانتخاب رئيس منقذ للبلاد وعلى أساس غير طائفي.
 
وفي هذه المناسبة كلنا أمل بسواعد الثوار وقبضاتهم  باستنهاض الهمم نحو إعداد الرؤى الفكرية والاقتصادية والسياسية، التي تؤدي إلى إنتاج  قيادات جديدة بمعزل عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية  ليبقى الانتماء الواحد هو للوطن والجمهورية  ويكون الاستقلال استقلالا حقيقيا غير منقوص .