قد لا نتفق مع قناة الجديد في كثير من التفاصيل ولكننا نرى بأن حجبها عن مناطق نفوذ الثاني الشيعي إنما يدل على ضعف الحجة لدى التنظيمين اللذين باتا يخشيان من كشف الحقائق أمام جمهور يعاني -بفضل التعبئة المكثفة- من انفصام عن الواقع وهشاشة في منظومته الفكرية. 

 


هذا الجمهور أدمن الأفكار المعلبة وارتبط بقداسات وهمية وقيادات يخافون على صورهم من الاحتراق أمام سلطان الكلمة ويحسبون -كما المنافقين- كل صيحة عليهم. 


النقمة على الجديد بدأت مذ سخرت شاشتها لتغطية الثورة التي عارضها الثنائي الشيعي منذ الأيام الأولى لانطلاقتها بذرائع عديدة لم تلق تجاوبا لدى الجمهور في البداية، فذهب التنظيمان للبحث عن الثغرات وكل ما يدعم موقفهما السلبي من الحراك ويثبت -بحسبهما- عمالته وتآمره على المقاومة.

 


وقد تصاعدت الحملة على القناة مع اصرارها على مواكبة المنتفضين في الساحات وفتح ملفات الفساد عبر برنامج "يوميات ثورة"، وهي ملفات طالت في جانب كبير منها مسؤولين في الثنائي.
ولكن النقمة بلغت ذروتها حين أشار الاعلامي رياض قبيسي الى اسم "حمودي" باعتباره أبرز الذين عمموا ارقام هواتف اعلاميي القناة على مجموعات الواتس اب بهدف الاساءة اليهم، وهنا تؤكد بعض المصادر أن حمودي هو محمد علي نجل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب السيد" وفيق صفا، يعاونه عدد من زملائه وبعض الموالين له ولوالده، خصوصا انه معروف بإدارته لمجموعات ناشطة في مجال التواصل الاجتماعي يسخرها عادة لبث الشائعات ومهاجمة الخصوم والتبليغ على حسابات الفايسبوك التي تعارض الحزب.

 


وتشير المعطيات الى أن جماعة حمودي استفزهم وصف قناة الجديد لهم بالبراغيت فسارعوا للاعتصام امام مبناها وشتم الخياط وباقي الاعلاميين خصوصا بعدما توعد قبيسي بكشف معطيات حول الذين عمموا ارقام الهواتف وعلى رأسهم "حمودي".

 


كما ان اعادة فتح ملف المشاعات في الجنوب ازعج قيادتا الثنائي بسبب تورط افراد ومخاتير ورؤساء بلديات وكوادر محسوبين عليهم فيه.
هم يريدون التفاوض مع الجديد على قاعدة أن اعادة البث مرهون بتجاهل القناة الثورة والتوقف عن نشر ملفات الفساد وعدم كشف المعطيات التي تؤكد تورط "حمودي" في الاساءة للاعلاميين، فهم سترضخ الجديد؟