منذ حوالي عشرة أيام خرج علينا الصحافي المخضرم رفيق نصرالله(الشيوعي سابقاً)، لمهاجمة الجيش اللبناني ل"تقاعُسه" في فرض الأمن وفتح الطرقات، وتوجيه رسالة مُبطّنة لقائد الجيش، يتّهمه بعدم المسؤلية والحزم مع المتظاهرين، حتى وصل الأمر عنده إلى وصف الجيش الذي يقف بجانب المتظاهرين بالذُّلّ والهوان، مُتسائلاً لماذا لا يلجأ الجيش للبطش والقوّة، والقوة تعني في عُرف نصرالله استعمال السلاح بطبيعة الحال.
 
وبالامس خرج علينا رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية السيد ابراهيم الامين، بهجومٍ صارخ وغير مُستغرب على الجيش اللبناني وقيادته، مُستكملاً ربما هجوم نصرالله وأضرابه، إلاّ أنّ الأمر بما يتعلق بجريدة الأخبار يعني أكثر  وأبعد من هجوم شخصي وعرَضي، فالأخبار اللبنانية ما زالت تنطق بلسان حزب الله وتوحي بتوجيهاته، فالأمين يبدأ مقالته بوصف سلوك السلطات العسكرية والأجهزة الأمنية ب"المشبوهة"، في حين هي تُنفق ثلث واردات البلد بحُجّة حمايته، ويتوجّه الأمين بعد ذلك باتّهامٍ مباشر لقائد الجيش بالسعي وراء طموحه الشخصي باعتلاء منصب الرئاسة الأولى، وإهمال دوره الطبيعي كمسؤول عسكري، ويحاول الأمين بعد ذلك استغلال حادثة الشويفات واستشهاد علاء أبو الفخر، لوصف الجيش اللبناني ب"ميليشيا" تلبس البدلة المُرقّطة وتتصرّف كأن لا حُرمة دمٍ لأحد، لينتقل بعد ذلك الأمين لمهاجمة الثورة الشعبية دون أن يُسميَّها، واصفاً الناشطين في صفوفها ب"لصوص الشارع"، بكلّ عناوينهم الخيرية والمدنية، ومعهم كل"فوقيّتهم الأخلاقية والطّبقية "، ليُنهي مقالته بالتحذير من أنّ الفقراء قد يموتون هذه المرة "قتلاً" بعد ما جاعوا ومرضوا وتشرّدوا. 
 
الأمين قلبُه على الفقراء، الذين قد يموتون بسلاح الجيش فيما لو عزم قائد الجيش القيام بواجبه الوطني بدل الإستعداد لشغل المقعد الرئاسي الاول، وذلك بسحل المواطنين وقتلهم في الساحات والشوارع، أو ربما يموتون بجولات عنفٍ دامية(قد تتحول إلى حربٍ أهلية)، وابطالها كما يُحرّض الأمين، المقاومة الإسلامية(لا الوطنية بالطبع)، والتي ينطق باسمها الأمين، وهو يتورّع بالطبع عن وصمها بالميليشيا، كما سبق له أن فعل بالنسبة للجيش اللبناني.
 
كلّ ما نأمله أن لا تصدُق طموحات وطروحات الأمين وهو يستعجل اندلاع الحرب الأهلية، فبحمد الله وعونه، ما زال في البلد من يعرفون أهوال الحرب الأهلية ومصائبها وفضائعها، ويعملون بجدٍّ وكدّ لاستبعادها، وتجنُّبها،  فضلاً عن عدم الانخراط بها.