اشار الاتحاد المسيحي ال​لبنان​ي المشرقي الى ان "الوقائع تثبت يوما بعد يوم أن الحراك الذي بدأ عفويا مطلبيا بات عرضة للإستغلال السياسي المباشر، وقد تأكد ذلك مرة أخرى بعد الفوضى التي بدأت قبيل انتهاء المقابلة التي أجراها فخامة ​رئيس الجمهورية​ بالأمس، وشملت الكثير من المناطق اللبنانية، رغم أنه أكد فيها على تبنيه بشكل واضح للمطالب الشعبية المحقة وإعلانه عن تصميمه على معالجتها من خلال ​المؤسسات الدستورية​ وبما تسمح به القوانين والأنظمة المرعية."

ولفت في بيان الى انه "بات واضحا أن الجهات التي تستغل الحراك المطلبي المحق تسعى لتنفيذ أجندة خارجية تهدف الى إسقاط ​الدولة​ في الشارع، والسيطرة عليها خدمة لمشاريع خارجية معادية من دمج للسوريين وتوطين للفلسطينيين وسرقة الثروات الطبيعية. هذه الجهات تعلم علم اليقين أنها لا تستطيع ذلك إلا من خلال الاستعانة "بمجموعة الفاسدين" التي أوصلت لبنان الى ما وصل إليه من اهتراء مؤسساتي بسبب عمليات النهب المنظمة التي مارسوها طيلة العقود الثلاثة الماضية دون وارع أو ضمير".

اضاف البيان إن الإتحاد المسيحي اللبناني المشرقي إذ يحيي رئيس الجمهورية على أدائه الصلب في مواجهة "مجموعة الفاسدين"، يدعوه إزاء هذه التطورات الخطيرة إلى التمسك بهذا الأداء وهو الأحرص على وحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات على قاعدة مقاومة كل مشاريع الهيمنة السياسية والعسكرية والإقتصادية والأمنية، كما أنه الأحرص على تلبية مطالب اللبنانيين المحقة وإصلاح الخلل في البنية المهترئة ومحاسبة "مجموعة الفاسدين" التي أوصلت لبنان إليها. وانطلاقاً من معايير النظافة والانسجام التي سبق لفخامة الرئيس أن حددها ، يرى الاتحاد المسيحي أن الخيارات أمام الرئيس مفتوحة في مسألة ​تشكيل الحكومة​ ​الجديدة​، ويدعو فخامته وكل حلفائه الشرفاء في هذه المرحلة المصيرية إلى سلوك مسلك تشكيل حكومة "أكثرية" دون تردد انطلاقا من نتائج الإنتخابات الأخيرة، والتحضير لمواجهة ما قد ينتج عن ذلك من "مخاطر وتهديدات" يحاول الفريق الآخر ممارستها تحقيقا لأهدافه وحماية لنفسه وأطماعه .

وتابع البيان "إن الإتحاد المسيحي اللبناني المشرقي يعتبر أن حكومة الأكثرية هي الوحيدة القادرة في هذه الظروف على تنفيذ برنامج إصلاحي حقيقي يلبي مطالب المتظاهرين "العفويين"، يقوم على ​مكافحة الفساد​ والزبائنية وعلى تمكين ​القضاء​ من ممارسة دوره كاملا دون الخضوع للضغوطات السياسية ، إضافة الى التصدي للمخططات الخارجية التي تسعى الى استغلال ثروات لبنان وتهدده في وجوده وتنوعه."