لماذا هؤلاء الفاسدون واللصوص يخشون قرع الطناجر وحراك الناس فيما هم مطمئنون أي اطمئنان لقوة الحزب وصواريخه ؟!!!!
 
للمرة الثالثة على التوالي يطل علينا امين عام حزب الله منذ بدء الثورة الشعبية في لبنان ، ويستفيض بالحديث عن الشأن الداخلي ومسارات تطور الامور على غير عادته، ومن دون الخوض في تفاصيل ما يتناوله والنقاط التي يثيرها والمغالطات التي يبني عليها، يمكن القول ببساطة،  بأن الشعور الذي يسود بعد كل مرة يطل فيها السيد هو أن الفاسدين واللصوص والطبقة السياسية المتحكمة تأخذ نفسا عميقا ويتزايد عندها شعور الاطمئنان، فيما الناس والثوار والفقراء  تزداد عندهم نسبة القلق وتوهين العزيمة (ولو مؤقتا).
 
في المرة الاولى، طمأن العهد وهدد من يستقيل ودافع عن الحكومة وحاول منع استقالتها بل وهدد كل من تسول له نفسه الاستقالة، وبذلك وضع نفسه وحزبه في وجه مطالب الناس وحقهم في التخلص من هذه الزمرة الفاسدة.
 
وفي المرة الثانية، حيث الحراك استمر والحكومة سقطت غير مأسوف عليها وتحقق الهدف الاول من مطالب الناس، وآمن الثوار بانفسهم اكثر فاكثر، أطل السيد وبكل وضوح طلب من جمهوره واتباعه الخروج من الساحات مترافقا هذا مع "عمليات نوعية" للمجاهدين الاشاوس في النبطية ورياض الصلح وجسر الرينغ مع حملة تخوين واتهامات وهجمة إعلامية شرسة واعتبار الحراك والناس الجوعى والمنتفضين على الفساد ما هم إلا منفذين لأجندات سفارات تدعمهم لمآرب خارجية!!! فما كان من الفقراء والموجوعين إلا أن ازدادوا اصرارا وملأوا الساحات وسخروا من كل التهم الباطلة وما سيق بحقهم من افتراءات وتوسعت الثورة لتشمل الطلاب والمدارس والجامعات وتهافتت بذلك كل السهام ومحاولات التوهين.
 
أما بالأمس، وهي المرة الثالثة التي يطل فيها السيد، صحيح أنه تراجع عن لغة التخوين والتشكيك بالحراك، وصحيح أن في خطابه الاخير تتلمس اعترافا واقرارا بصوابية الحراك واعتباره امرا واقعا لا مناص من التعامل مع مطالبه،  إلا أن محاولات طرح حلول هي بحد ذاتها واحدة من أسباب الازمة التي وصل اليها البلد،، فالاتكال على "القضاء" وتقديمه أنه هو الحل وهو المؤمل بإحقاق الحق ومحاسبة الفاسدين هو بحد ذاته أمر يثير الريبة، لأن السيد أكثر من يعلم أن هذا القضاء هو قضاؤهم (الفاسدين) وليس قضاؤنا (الناس)، وبالتالي فإن ما طرح السيد يعتبر بمثابة رمي طوق نجاة للفاسدين، لأن الطفل في لبنان يعرف ( فضلا عن اعتراف النائب حسن فضل الله ) أن لا محاكمة ولا محاسبة حقيقية للفساد والمفسدين قبل تشكيل هيئة قضائية مستقلة ونزيهة كان مفترض على السيد المطالبة بها قبل أي شيء آخر، وهذا يشبه تماما ما جاء بكلمته من طرحه الانفتاح على الصين واستدراجها كمنافس تجاري  لاميركا في لبنان!! وهو أكثر من يعرف أن شركات صينية كبرى قد فسخت عقودها بمليارات الدولارات وخرجت مسرعة من ايران تلبية للرغبة الاميركية .
 
في الختام يبقى السؤال الاهم والذي بدأ يتسلل حتى إلى جمهور حزب الله نفسه وهو : لماذا في كل مرة يطل فيها السيد، لا يستشعر الفاسدون بأي خطر أو انزعاج، ولماذا هؤلاء الفاسدون واللصوص يخشون قرع الطناجر وحراك الناس فيما هم مطمئنون اي اطمئنان لقوة الحزب وصواريخه ؟!!!!