ترأس سفير فرنسا برونو فوشيه، حفلا تذكاريا أمام نصب الموتى في قصر الصنوبر، لمناسبة الذكرى الحادية بعد المئة لهدنة 11 تشرين الثاني 1918، التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في حضور سفراء البلدان التي كانت طرفا في الحرب، وممثلين عن قوات اليونيفيل والجيش اللبناني وقدامى المقاتلين.
 
وأثنى فوشيه في كلمته على المدنية والطابع السلمي للحركة الاحتجاجية التي بدأت في 17 تشرين الثاني، وأشاد بجميع اللبنانيين المشاركين في الحراك. وقال: "شجعنا السلطات على بذل قصارى جهدها ليتمكن المحتجون من الأستمرار بالتعبير بأمان. وإنني معجب بالتزام الشبيبة القوي، تلك الشبيبة التي قيل أنها مستقيلة أو لا مبالية والتي تظهر لنا كل يوم رغبتها في بناء مستقبل أفضل لبلادها. ومن المهم أن يسمع المسؤولون اللبنانيون هذه الآمال والدعوات. وتأمل فرنسا بقوة أن تبصر حكومة لبنانية جديدة النور في أقرب وقت ممكن لإتخاذ التدابير الضرورية من اجل انتعاش البلاد التي تمر بوضع اقتصادي مقلق للغاية".
 
ولفت الى "ان ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى التي نحتفل بها الآن، يتردد صداها هنا بشكل خاص، فتماما مثل مقاتلي الحرب العالمية الأولى، يتجند اللبنانيون من اجل انتصار العدالة والتسامح واحترام الآخرين. إنهم يريدون لبنانا آخر، لبنانا متصالحا مع نفسه ومع ذاكرته، لبنانا ديموقراطيا وفخورا بتعدده".
 
وتابع: "أغتنم هذه الفرصة لأذكر بأن اليوم بدأت النسخة الثانية من منتدى باريس للسلام الذي أطلقناه العام الماضي للاحتفال بالذكرى المئوية للهدنة. يسعدني أن لبنان، من خلال ممثليه الرسميين وكذلك من خلال المجتمع المدني، يشارك في هذا الحدث الدولي، الذي يتناول القضايا الراهنة، بما في ذلك الحكم والتعددية".
 
وقال: "أشيد بنحو 20 مليون شخص من المدنيين والعسكريين في جميع دولنا قدموا حياتهم في الحرب العالمية الأولى، وأشيد ايضا بالجنود الذين سقطوا هنا في لبنان ومن بينهم من سقطوا في ذكرى الهجوم الرهيب الذي وقع في 23 أكتوبر 1983 ومن ضمنهم نحو 241 جنديا أميركيا و58 مظليا فرنسيا قتلوا في ذلك اليوم في بيروت"، مؤكدا "ان تضحياتهم لن تنسى أبدا، لقد ماتوا في لبنان من أجل السلام".
 
وختم السفير فوشيه قائلا: "يا حلفاء أو أعداء الأمس، إن اجتماعنا حول ذكرى موتانا يدل على أن تضحية دولنا لم تذهب هباء، فقد سقط جنودنا من أجل سلامنا المشترك".