لفت الوزير السابق ​مروان شربل​ إلى أنّ "الشارع مقسوم إلى قسمين: من تظاهَروا لديهم شارعهم، ومن لم يتظاهروا لديهم شارعهم أيضًا، لذلك يجب أن يبحث المعنيّون عن حكومة تُرضي الجانبيَن"، منوّهًا إلى أنّ "حتّى الساعو، يقول رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ إنّه يريد تأليف حكومة يمكنه أن يعمل بها مع الوزراء من دون عرقلة".

وأكّد في حديث تلفزيوني، أنّ "الحريري مُحرَج في الداخل وفي الخارج. قبل تقديم استقالته، كان الكلام عال السقف باتجاه، وعندما قدّمها، تعاطف الكثيرون معه واعتبروا أنّه قام بواجباته وعلى الآخرين القيام بالأمر نفسه. لقد خسر الحريري الكثير من شعبيّته في الداخل بسبب الحكومة"، مبيّنا أنّ "الخارج كان يتعبر أنّ الحريري ساير "​حزب الله​" كثيرًا في الحكومة المستقيلة وفي الحكومة الّتي سبقها، ومن هنا كانت مشكلته في ​السعودية​".

وركّز شربل على أنّ "الأميركيين والسعوديين لا يريدون أن يكون "حزب الله" في الحكومة، ولهذا هناك مشكلة، والحزب لن يقبل أن يكون خارج الحكومة، فهو و"​حركة أمل​" يمثّلان 80 بالمئة تقريبًا من ​الطائفة الشيعية​". وشدّد على أنّ "ما يُخيفني أنّه في حال تطوّرت الأمور ولم تتألفّ حكومة، أن نصل إلى مرحلة شارع مقابل شارع: شارع يطالب بحكومة تكنوقراط، وشارع يصر على أن يتمثّل في الحكومة. هذه العقدة الكبيرة اليوم".

وأوضح أنّ "الحريري يعرف أنّ الفرقاء السياسيين يريدونه أن يكون في الحكومة، وهو يقول إنّ لدي شروطه. هم متمسّكون به لأنّ علاقته الخارجية لا سيما مع الأميركيين والفرنسيين جيّدة، ويعتبرون أنّه الوحيد الّذي يمكنه التكلّم مع هذه الجانبين، ولا يريدون لهذه العاقات أن تنتهي وأن يأتي شخص جديد ليس لديه علاقات خارجيّة". ورأى أنّه "إذا لكم تتشكّل الحكومة بأسرع وقت، فسينهار ​الوضع الاقتصادي​ وسيتحمّل الوجودون في السلطة، المسؤوليّة".

وذكر أنّ "​الدستور​ لا يمنع أن يحصل اجتماع كالّذي حصل أمس في ​قصر بعبدا​ من دون رئيس الحكومة، لكن من وجهة النظر السياسية، كان من المفترض أن يكون الحريري موجودًا"، مشدّدًا على أنّ "في ظلّ المأزق الحاصل، على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء أن يجتمعوا مع بعضهم البعض، لا سيما أنّ الشعب يحمّلهم المسؤوليّة، ولا يخرجوا قبل إيجاد حل لمسألة التأليف".

كما أشار شربل إلى أنّه "إذا لم تتألّف الحكومة، فسيكون هناك صعوبة في الوضع المعيشي، لكن لن يحصل انهيار"، مشدّدًا على أنّ "الرؤساء الثلاثة يجب ألّا يتركوا ​طاولة الحوار​ قبل إيجاد حل يرضي الجميع، والحل معهم لأنّ كلّ واحد منهم يمثّل شريحة كبيرة من الشعب اللبنانية". ولفت إلى أنّه "إذا تمّ تشكيل حكومة تكنوقراط من دون "حزب الله" وأخذت الثقة، نخشى أن ينزل شارع الحزب للمطالبة باستقالتها. تفاديًا لذلك، يجب إيجاد حل يرضي الجميع".