تساءلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن السبب وراء استمرار الاحتجاجات ضد الحكم بالعراق رغم وعد الحكومة بتنظيم انتخابات مبكرة، كما نشرت صحيفة واشنطن بوست أن هذه الاحتجاجات هي الأوسع منذ عقود.
 
واستمرت الصحف والمجلات والمواقع الأميركية في تغطية احتجاجات العراق والتعليق عليها؛ إذ قالت فورين بوليسي إن للمحتجين مطالب عديدة غير الانتخابات، بينها إزاحة النخب السياسية والقوى التي جاءت للسلطة في السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي 2003، والتي يعدها السواد الأعظم من العراقيين فاسدة، وخاضعة لقوى غير عراقية مثل الولايات المتحدة وإيران.
 
وأشارت المجلة إلى أجواء الاحتجاجات التي يعمها الغناء وروح التضامن، وتنصيب سائقي عربات "التوك التوك" أبطالا لها.
 
احتجاجات مختلفة عما سبقها
وقالت المجلة إن أغلب المحتجين من الشيعة بمدن وبلدات جنوب ووسط البلاد، الأمر الذي يهدد وضع إيران كمدافع عن الشيعة.
 
أما صحيفة واشنطن بوست، فأشارت إلى أن هذه الاحتجاجات هي الأوسع خلال عقود، وأنها تهدد بغداد وطهران معا، مضيفة أن شوارع بغداد ليست غريبة على صراعات السلطة، لكن هذه الحشود مختلفة هذه المرة، وأنها تمثل أكبر حركة شعبية في التاريخ الحديث للعراق، وقوامها جيل جديد نشأ في ظل الغزو الأميركي، وفي ظل سياسيين من بغداد وطهران وجدوا أنفسهم حاليا في موقف الدفاع عن سلطاتهم.
 
وأشارت إلى لافتة مرفوعة عاليا في ميدان بغداد المركزي مكتوب عليها "إلى أجيال الستينيات والسبعينيات، نحن أشجع منكم"، في إشارة إلى أن هذه الاحتجاجات جديدة في كل شيء.
 
 
تهديد معادلة الحكم
ونقلت واشنطن بوست عن الباحث غير المقيم بمركز كارنيغي لدراسات الشرق الأدنى حارث حسن قوله إن الأمر الأهم الذي تفعله هذه الاحتجاجات هو تهديدها معادلة الحكم الطائفية التي قلصت العراقيين إلى هوياتهم العرقية والدينية.
 
وأوردت الصحيفة أن إيران الخائفة من القضاء على نفوذها تدخلت لتفرض ردا وحشيا على الاحتجاجات، وقالت إن الجنرال الإيراني قاسم سليماني طار إلى بغداد نهاية الشهر المنصرم لتأكيد أن الأمر بحاجة لاستخدام القوة والحسم، وإن مليشيا تدعمها إيران شرعت عقب زيارته في تجهيز القناصين للفتك بالمحتجين في الشوارع.
 
وأضافت أن طهران ضغطت على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي -الذي كان قد أعد استقالته- للتخلي عن الاستقالة، وأقنعته بأن هذه الاحتجاجات مؤامرة خارجية تديرها أميركا وإسرائيل.
 
لا للمليشيات والمذاهب الدينية
ونقلت عن أحد المحتجين (19 عاما)، واسمه الأول محمد، قوله إنهم يريدون حكومة خالية من المليشيات ومن المذهب الديني؛ "نريد حكومة من بشر".
 
وعن إحجام العراقيين غرب وشمال البلاد عن المشاركة في الاحتجاجات، قالت الصحيفة إنهم يعتقدون أن الحكومة ستستغل مشاركتهم لتقول إنهم يريدون إعادة مقاتلي تنظيم الدولة.
 
واستمرت واشنطن بوست في حديثها عن احتجاجات العراق لتقول إنها فاجأت النخب السياسية وكثيرا من العراقيين.
 
 
وعن خوف إيران من هذه الاحتجاجات، قالت واشنطن بوست إن طهران تعتبر حكومة عبد المهدي كحكومتها، وتعتقد أنها نجحت لأول مرة في السيطرة على صنع القرار، ولذلك لا تريد أن تخسر هذه الحكومة بسهولة.