يتحول قصر بعبدا إلى مقر حزبي في تحد للبنانيين جميعا
 

كان من الطبيعي والمفترض أن يتمكن التيار الوطني الحر من حشد جماهير كافية حول القصر الجمهوري تأييداً للرئيس عون، وتعويماً للرئيس الفعلي للبلاد الوزير جبران باسيل، ووقع المحظور وأصبحنا أمام تيارين متناقضين وشارعين متقابلين، أعادت التظاهرة العونية أمور البلد إلى الوراء بفضل الحشد الباسيلي ومغامراته البهلوانية، والذي أطاح ببعض إيجابيات خطاب الرئيس عون قبل أيام، وبدت الوعود الإصلاحية الفضفاضة التي تلفّظ بها الرئيس عون في مهبّ الريح اليوم، والتقط رموز الفساد ونهب المال العام أنفاسهم وبدأوا الثورة المضادة تحت أنظار الرئيس عون الذي عاد وسمح لصهره العزيز باسيل التلاعب بمصير البلد، وبدل الذهاب بجدٍّ وحزم، لتحقيق الحدّ الأدنى من مطالب الشارع بتكنيس الملعب السياسي اللبناني من اللاعبين الفاسدين، والانصراف بصدقٍ وعزم لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والحياتية، بدل كل ذلك يظهر هذا المشهد "المخزي" أمام القصر الذي كان "جمهوريّاً" فإذ به يتحول إلى مقر حزبي للدعاية والاستثمار، شارع يحاول بخفّةٍ ومهارة سرقة شعارات الثورة الشعبية التي انفجرت في السابع عشر من تشرين الأول، وتسخيفها والتلاعب بها، وتجييرها لصالح تيار التصقت به شبهات الفساد مع حلفائه، فضلاً عن ارتهانه للقوى الممعنة في انتهاك سيادة البلد واستقلاله، وتوظيفها لمصالح إقليمية تكفي لتفجير منطقة الشرق الأوسط بكاملها، فكيف الحال مع وطنٍ صغير ضاقت به السُّبل أمام حلّ المسائل الداخلية.

اقرا ايضا : هل تفتح ثورة تشرين مسارات تصحيح في التيار الوطني الحر؟

 

تظاهرة عونية صاخبة قبل الظهر، وتظاهرة شعبية صاخبة أيضاً بعد الظهر، الويل كل الويل لهذا الانحطاط والاستفزاز، والنصر والظّفر لهذا الشعب الصابر.