التسوية الرئاسية سقطت وستفشل محاولات حرف الثورة عن مسارها


استطاع الشعب اللبناني خلال الأسبوعين الماضيين ان يحقق إنجازات غير مسبوقة ستبقى مفاعليها مستمرة. فقبل 17 تشرين الاول حكماً ليس كما ما بعده، والانجازات اكبر من مجرد استقالة حكومة العهد لتؤكد على اهمية سيادة البلد، بالاضافة الى المطالبة بوضع حد للفساد الناتج عن المحاصصة الحزبية والمذهبية المحمية بالسلاح . كما اكدت مطالب الثورة اصلاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي ادت الى تفاوت كبير في توزيع الثروات وتمركز أكثر من 50% منها في يد أقل من 1% من اللبنانيين.


لقد سعت السلطة من خلال ابواقها الى جر الثورة نحو انزلاقات مذهبية، تارة من خلال تحريك الشارع السني كما جرى في طرابلس عروس الثورة بهدف التجييش المذهبي وايضاً من خلال افتعال اشتباك بين الثوار والجيش اللبناني كما جرى في البداوي وفي العبدة الاسبوع الماضي.
 ان المرحلة دقيقة وتتطلب الاسراع في تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات كفوءة مستقلة ونزيهة من خارج احزاب السلطة الفاسدة والمتواطئة على سيادة لبنان، تعيد ترميم الثقة بين الشعب والدولة ومع الخارج أولى مهامها اتخاذ إجراءت جدية لمنع انهيار سعر صرف الليرة لحماية لقمة خبز الناس، وتسعى الى تنظيم انتخابات نيابية ديمقراطية تساهم في اعادة تكوين السلطة وتؤسس لدولة مدنية استكمالا للانجاز الكبير الذي صنعته الثورة في توحيد الساحات والشعب وراء مواقف وشعارات سياسية موحدة.


لقد عبر الشعب اللبناني عن وعي سياسي هائل وعن وحدة قوية ورؤية للمستقبل وطموح في العيش في دولة مدنية عصرية تحترم الحريات العامة والحق في الاختلاف، فلتكن السلطة على مستوى طموح هذا الشعب وتوفر عليه المزيد من المآسي والصعوبات.