بعد تأكيد تنظيم داعش في تسجيل صوتي مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في أعقاب غارة أميركية مطلع الأسبوع، وإعلانه تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلفا له، بات التنظيم ينتهج أسلوبا جديدا يخفي به هوية القادة الجدد.
 
 
وهذا النهج استخدمه التنظيم الإرهابي في وقت سابق، حين تم تعيين أبو حمزة المهاجر وزيرا للحرب في زمن أبو عمر البغدادي، زعيم داعش الأسبق، إلا أن تم الكشف لاحقا عن اسمه وكان مصريا من محافظة الشرقية.    
 
وقال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، لـ"سكاي نيوز عربية" إنه لا توجد معلومات كافية عن خليفة البغدادي في قيادة التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن إخفاء التنظيم للشخصية من خلال الكنية وأسماء حركية.
 
وأضاف أن هناك قائمة من أسماء القيادات المؤسسين للتنظيم، نجد أن 43 منهم قتلوا كان آخرهم أبو بكر البغدادي، كما أن 97 من قيادات الصف الثاني قتلوا وتبقى منهم قيادات معروفة.
 
وأشار إلى أن "أحد المؤسسين الكبار لداعش وهو مازن النهيري وهو رئيس الاستخبارات، إضافة إلى حجي بكر الذراع اليمنى للبغدادي، الذي كان يمثل الأمير الفعلي للتنظيم المتطرف".
 
وأكد فرغلي أن "تنظيم داعش في إعلانه لم يشير إلى أن تعيين القرشي كان أميرا أم خليفة، وهل هو ممكن أم لا؟"، لا فتا إلى أن "مجهولية الخليفة ستؤدي إلى مشاكل جمة داخل التنظيم".
 
وتحدث الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة أن إصدار التنظيم المتطرف للبيان بشكل سريع يعود إلى خوفه من حدوث انشقاقات كبيرة عقب مقتل البغدادي.
 
وقال إن "داعش يعاني من أزمة كبيرة نظرا لعدة أسباب منها أن أبو بكر البغدادي كان قيادة فكرية أيدولوجية شرعية دينية لهذا للتنظيم الإرهابي بعد أن قام بالقضاء على تيارات معادية له داخله، كما أنه كان يقود التنظيم بشكل لا مركزي، لكنه كان مسؤولا عن قضايا التمويل".
 
وأضاف أن "غياب شخصية البغدادي عن المشهد سوف تخفض المعنويات وتنهار العناصر بغيابها وتنبئ بحدوث خلافات بشأن الاستراتيجيات القادمة للتنظيم الإرهابي".
 
وتابع: "مقتل المتحدث الإعلامي باسم داعش، أبو الحسن المهاجر، يعد أيضا ضربة قوية للذراع الإعلامي لداعش، حيث يأتي مقتله بعد يوم من مقتل البغدادي".

وأوضح فرغلي أن استراتيجية داعش في الفترة الأخيرة تغيرت، بعد أن أوكل البغدادي إلى الجهاز الأمني وليس العسكري إدارة التنظيم، كما اعتمد على سياسية الاستنزاف من خلال "المقاتل الشبح".

وحذر الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة من أن "التنظيم المتطرف سيكمن لفترة، ثم يقوم بعدد من العمليات الإرهابية لإثبات وجوده على الساحة".

ونوه أن القائد الجديد يتوقع أن يكون أخطر من البغدادي، وفقا للمعطيات التي صدرت عن التنظيم المتطرف.

هذا وعرضت وزارة الدفاع الأميركية صورا لعملية استهداف زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، وقال قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي، إن القوة المكلفة بتصفية البغدادي قتلت معه 5 آخرين، كانوا يمثلون تهديدا للقوة الأميركية المهاجمة.

واستهدفت عملية عسكرية أميركية في سوريا "زعيم داعش"، وأوضح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن البغدادي قتل بعد تفجير "سترته" الناسفة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من رفاقه قتلوا أيضا في العملية، التي لم يسقط فيها قتلى من القوات الأميركية.

وتابع أنه تم التعرف على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة، مشيرا إلى أن القوات الأميركية الخاصة حصلت على معلومات مهمة من موقع العملية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.