يا نبيه المحرومين والمستضعفين، لبناء مجتمعٍ يتعاون جميع أفراده تعاوناً أخوياً، بنكران ذواتهم على العمل الصالح لصالح المجتمع.
 
يُقال بأنَّ الحكمة عشرة أجزاء، فتسعةٌ منها في الصمت، والعاشرة في اعتزال الناس، وأفضل العبادة كما يُقال الصمت، لأنَّ الصمت حلمٌ عظيم، وبكثرة الصمت تكمن الهيبة، ويقولون إملاء الخير خيرٌ من الصمت،والصمت خيرٌ من إملاء الشر، ومن يملك قلباً كبيراً ملَكَ كل شيء.. الأخ الرئيس ـ  أسمح لنفسي وأنا خريج معهد الإمام الصدر للدراسات الإسلامية، في مدينة صور، مدينة الصدر، وبحره الذي لا يهدأ، وموجه الذي لا يتعب، وشراع سفنه ترسو على شواطئ الإطمئنان ـ بأن اخاطبك بلغة حركة المحرومين، كوننا من المحرومين، بلغة الأخوة، لأنني لا أبغي تجارةٌ ولا وظيفةٌ وقد إشتعل الرأس شيباً، لتقدمنا في العمر، وليت شعري يا أخي من أي نافذةٍ خلصت تلك الشعيرات البيضاء إلى رأسي، وفي أي مسلكٍ من مسالك الدهر مشت إلى عارضيَّ.. الأخ العزيز، تابعتُ ببالغ الإهتمام ما جرى في بلدنا الحبيب ـ لبنان ـ وبالأخص جنوبنا وجنوبك الأخضر، الوجع كبير، والمحبون كثيرون، والذين أخطأوا بألفاظٍ لا نألفها في ثقافة وبيئة المحرومين والمجاهدين، إلاَّ أنك دائماً كنت تُردِّد حديثاً قلته لي عندما حضرتُ مجلسك الحسيني العاشورائي، وهمست في إذني وصدحت به: " حكمة عن رسول الله محمد (ص) أنه قال: أن تُخطئ بالعفو خيرٌ لك أن تُصيب في العقوبة" فكيف بالذي أخطأ عن وجع، وعن مظلومية، وعن ضياع لكثير من المخلصين لحركة أمل ولمؤسسها القائد السيد موسى الصدر، وأنت النبيه ونبيهها، وسيدها في خدمة الإنسان نحو الأفضل، ورفع الحاجة والضيم، وتحطيم الظلم، التي هي نقطة الإنطلاق في سياسة الصدر وفي نهجكم، وقد زينك لبنان بأحب زينةٍ لديه، هي أرزه الأخضر كما شعار حركة أمل، ووهب لك حب المحرومين والمستضعفين، فجعلك نصيرهم، ورضوا بك قبطاناً كبيراً تقودهم بسفينتك إلى شاطئ الأمان، فلا يحتارون في صمتك، ولا يستغربون تواضعك وهدوءك، وأنت على نهج إمامنا موسى الصدر، ونهج سيدنا علي (ع)، وأنت تردد قوله عليه السلام: " ولكن أسفاً يعتريني، وجزعاً يريبني، من أن يلي هذه الأمة سفهاؤها وفجَّارها، فيتخذون مال الله دُوَلاً، وعباد الله خوَلاً، والصالحين حرباً، والقاسطين حزباً"، الأخ الحبيب، لطالما ردَّدت أنَّ للجماعة ملئ الحق في أن يدركوا مسؤولهم في كل ما يعود عليهم بالخير، لأنه ليس من صفة المسؤول أن يحيط أعماله بالغموض، وأن يتستَّر توسَّلاً إلى بلوغ حاجةٍ من الحاجات خفيةً عن شعبه، وأن لا يتنعمَّ مسؤولٌ هنا ومسؤولٌ هناك، هو وأولاده وعياله وكل من له رغبة به، ويبعد من هو أحق منه ومن أهله، سواء في وظائف الدولة، أم في المؤسسة الدينية التي ليس لها ضوابط ومراعاة ولا شروط، ننام على مفتيٍ من هنا، ونستفيق على آخرٍ من هناك، أخي وحبيبي، لطالما عهدناك صاحب الأمانة والعهد والوفاء لهذا الشعب ولهذا البلد، لمحاربة كل من إستغل ووصل على إسم حركتنا ونهجنا وعلى وفاءك وطينتك، لقلب الأوضاع رأساً على عقب، ولا تفوتنك النباهة يا نبيه المحرومين والمستضعفين، لبناء مجتمعٍ يتعاون جميع أفراده تعاوناً أخوياً، بنكران ذواتهم على العمل الصالح لصالح المجتمع، وعلى أساس التعاون وأسبابه، التي هي المساواة التامة، التي تضمن لكل فردٍ من هذا المجتمع حقه في عيشه وتعليمه وتطبيبه وعمله وراحته ووظيفته، ونناضل كل من يتخذ حركة المحرومين وشعاراتها والدين والطائفة والوطن وسيلةً لمآربه وشهواته.. حمى الله شعبنا ومجتمعنا ووطننا، وحماكم من كل بلية ومكروه، عشتم وعشنا بخير وأمان وعاش لبنان.... ولدكم الصغير الشيخ عباس حايك