بات من الواجب المُلحّ على الانتفاضة أن تبتدع كل ما يمكن أن يحمي موقع الجيش مع قائده الجنرال جوزف عون، الحامي الوحيد والأخير للوطن
 
بات جليّاً أنّ أركان السلطة لن يتراجعوا أمام ضغوط الانتفاضة التي قاربت حدود ثورة شعبية رائدة لمدة ناهزت الأسبوعين، وما زالت الأنباء تتواتر عن تعنُّت قيادة حزب الله في إجراء تغييرات جوهرية في هيكلية التغيير الحكومي المنشود، والطّامة الكبرى أنّ وزير الخارجية جبران باسيل بات عنوان هذه المُكابرة والتّشدُّد، وذلك بمنع تنحيته، أو فرض وجوده مُصاحباً دائماً لرئيس الجمهورية، وكأنّ تنحية باسيل غدت تُعادل تنحية الرئيس، هذا في حين يشترط الحراك الاجتماعي إسقاط الحكومة، وفي هذه الحال يذهب باسيل وإلى غير رجعة هذه المرة، ولن يتمكن الرئيس عون من إعادة فرض وجوده على رأس السلطة، كما فعل ذات مرة وقال: " عُمرها ما تكون حكومة بدون صهر الجنرال"، وهكذا كان له بعد تعطيل دام أكثر من ثمانية أشهر لتأليف الحكومة، والأسوأ من كل هذا أنّ بعض الأنباء المتناقلة تذهب إلى أنّ شروط تنحية باسيل تتضمّن تنحية قائد الجيش، وقائد الجيش وحتى الآن ما زال مُحافظاً على حيادية الجيش في الشباك الدائر اليوم بين الشعب اللبناني وأركان السلطة المتمسّكين بمناصبهم ومقاعدهم، والداهية الدهماء أنّ مُناوئي قائد الجيش باتوا يُلصقون به تهمة العمالة للولايات المتحدة الأمريكية( تعليق الصحافي حسن عليق على إذاعة النور)، فضلاً عن اتّهامه بالسّعي لمنصب رئاسة الجمهورية، وهذا ما يُشكّل (في حال رجحانه) عائقاً فعلياً أمام طموحات العهد بتمهيد السُّبل أمام باسيل للوصول إلى رئاسة الجمهورية، وخلافة الرئيس عون.
 
لذا بات من الواجب المُلحّ على الانتفاضة أن تبتدع كل ما يمكن أن يحمي موقع الجيش مع قائده الجنرال جوزف عون، الحامي الوحيد والأخير للوطن وسيادته واستقلاله.