لا تزال شركة فيسبوك متورطة في دعوى قضائية بمليارات الدولارات تتعلق بممارسات التعرف على الوجوه، لكن هذا لم يمنع قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لها من تطوير تقنية لمحاربة الأفعال التي تُتهم الشركة ذاتها بارتكابها.
ووفقا لموقع "فنتشور بيت"، فقد طوّر قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي في شركة فيسبوك نظاما متطورا "لإزالة الهوية" (de-identification) يعمل على الفيديو، بما في ذلك الفيديو المباشر، وذلك عبر تغيير ميزات الوجه الرئيسية لموضوع الفيديو في الوقت الفعلي باستخدام تقنية تعلُّم الآلة، مما يؤدي إلى خداع نظام التعرف على الوجوه.
وكانت تقنية إزالة الهوية هذه موجودة في الماضي، وهناك شركات بأسرها مكرسة لتوفير التقنية للصور الثابتة. كما أن هناك فئة كاملة من الصور التي تخدع أنظمة التعرف على الوجوه ويمكن للشخص ارتداؤها بنفسه، وتدعى "الأمثلة المضادة"، وتعمل من خلال استغلال نقاط الضعف في كيفية تدريب برنامج الرؤية الحاسوبي على تحديد خصائص معينة.
فمثلا، طورت شركة نظارات شمسية مطبوعا عليها هذا النمط المضاد بحيث يمكنها جعل نظام التعرف على الوجوه يعتقد أن مرتديها هو الممثلة ميلا جوفوفيتش مثلا، بحسب موقع "ذي فيرج" المعني بشؤون التقنية.
لكن هذا النوع من إحباط التعرف على الوجوه عادة ما يعني تعديل صورة ثابتة التقطتها كاميرا أمنية أو مصدر آخر. أو في حالة الأمثلة المضادة، استخدام صورة استباقية لخداع نظام التعرف على الوجوه. وفي فيسبوك يقوم قسم الأبحاث بعمل مماثل لكن في الوقت الحقيقي وعلى لقطات الفيديو، سواء التي تم التقاطها مسبقا أو المباشرة.
ويزعم قسم الأبحاث أن هذا الأمر هو الأول من نوعه في الصناعة، وهو من الجودة بما يكفي لمكافحة الأنظمة المتطورة للتعرف على الوجوه.
ووفقا لتقرير "فنتشور بيت"، يبدو أن فيسبوك لا تنوي الاستفادة من هذه التقنية في أي من منتجاتها التجارية، لكن قد يؤثر البحث في الأدوات المستقبلية التي يتم تطويرها لحماية خصوصية الأفراد ومنع استخدام شبيه شخص ما في فيديو التزييف العميق (deepfake)، بحسب ما ينقله الموقع عن قسم الأبحاث.
وتعمل صناعة الذكاء الاصطناعي حاليا على طرق لمكافحة انتشار التزييف العميق والأدوات المعقدة جدا المستخدمة في إنشائه. ويعد هذا الأسلوب إحدى تلك الطرق، في حين يحاول كل من المشرعين وشركات التقنية ابتكار أدوات أخرى مثل برامج الكشف عن التزييف العميق، ووضع أطر تنظيمية لكيفية التحكم في انتشار مقاطع الفيديو والصور ومقاطع الصوت المزيفة.
لكن في المقابل، فإن الشاغل الآخر الذي تتناوله أبحاث الذكاء الاصطناعي لفيسبوك هو أنظمة التعرف على الوجوه، التي ما تزال غير مؤطرة بقوانين وتسبب قلقا للمشرعين والأكاديميين والناشطين الذين يخشون أنها ربما تنتهك حقوق الإنسان إذا استمر نشرها دون إشراف من قبل قوات إنفاذ القانون والحكومات والشركات.