اغتيال البغدادي بعد حرق ورقة داعش ونهاية دور التنظيم بالحجم الذي كان فيه رسالة أميركية واضحة الى إنهاء دور هذا النموذج من الإسلام الجهادي
 
تم اصطياد أبي بكر البغدادي بسهولة لم تكن متوقعة للكثيرين من المتعلقين بحبال الجهاديين ومن المدافعين عن جماعات الاسلام السياسي ممن يؤمنون برعاية الله وحفظه لقيادات العمل الديني بحيث يعتقدون أن هذه الرعاية الإلهية الخاصة من شأنها أن تطيل من أعمار من بذلوا حياتهم وأرواحهم لهمّ الإسلام وعلى ضرب ذات الشوكة، لذا يصطدم هؤلاء في كل مرة بسخافة ما يؤمنون كلما مات أو قتل أو استشهد قائد من قيادات العمل الإسلامي في شقيه السياسي والجهادي كما تصف الحركات والأحزاب السياسية الإسلامية نفسها .
 
ما فعله تنظيم داعش بقيادة أميرها أبي بكر البغدادي يكاد أن يكون استثناءًا في التجربة الاسلاموية اذ كاد أن يُسقط العراق دفعة واحدة وأن يضم سورية اليه في ظل توسع التنظيم وانتشاره في أكثر دول العالم وتمكنه من اختراق الأمن والسلم الدوليين من خلال عمليات هزّت العالم وضمن أعمال بشعة شوّهت صورة الاسلاميين الذين راحوا نحو الإيمان بالديمقراطية وعدم المناداة بالدولة الإسلامية كي يتم التفريق بينهم وبين الدواعش .
 
 
لقد لعبت الأسطورة المعروفة لدى الجهاز الخفي للإسلاميين الدور الذي يجعل من كبار قيادات العمل الإسلامي مجرد أطياف تتنقل دون أن تراهم أعين الأعداء ولا حتى أجهزتهم  ولا أسماعهم وأجهزة تنصتهم لذا لا يصدقون موت الزرقاوي ولا بن لادن ويشكّون الآن بمقتل أبي بكر البغدادي لأنهم محرسون بعين الله وليس من السهولة أن يتخلى الله عن من يُدخلون الناس في دينه من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيله .
 
لذا فأموات العمل الإسلامي من قيادات الصف الأول طبعاً ممن هم في مرتبة الخليفة والمرشد والأمير والقائد أحياء في نظر المريدين وهم يتوارون عن الأنظار ولا صحة لإدعاء الأعداء بقتلهم وإن تم دفن بعضهم فالجثث ليست لهم بالتأكيد ومن ثبـُت موته ولا إمكانية للطعن في ذلك فهم يرونه ويظهر لهم دائماً في الكواكب والأسحار وفي المنامات وفي المهمات الصعبة والمستحيلة كي يأخذ بأيديهم الى النصر المؤكد .
 
بعيداً عن سكرة هؤلاء بقياداتهم تبدو عملية اغتيال البغدادي بعد حرق ورقة داعش ونهاية دور التنظيم بالحجم الذي كان فيه رسالة أميركية واضحة الى إنهاء دور هذا النموذج من الإسلام الجهادي وضروة إنضمام الحركات الإسلامية المشابهة شيعياً الى نموذج حزب الدعوة وسنياً الى نموذج جماعة الإخوان المسلمين وإلاّ فيد أميركا ستطال الجميع وإن كانوا في بروج مشيدة.