على مدى أكثر من ساعةٍ من الزمن استفضتم سماحة السيد في شرح تفهُمكم وتأييدكم لمطالب الناس الحياتية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن تحسُّسكم لمشاعر وعواطف وآمال هذه الجماهير التي نزلت إلى الشارع بعفوية وصدق وشجاعة كي تُسمع صراخها وأنينها للمسؤولين "الفاسدين"،(باعترافكم ولو ليومين أو ثلاثة)، وبما أنّكم يا سيد، وحسب ما تقدّمون أنفسكم منذ حوالي أربعين عاماً( عام انتصار الثورة الإسلامية في إيران) أنصار الضعفاء والفقراء والبؤساء والمُهمّشين والمرضى(الذين تجمعهم صفة المستضعفين حسب معجمكم الخاص)، وبما أنّكم تُصرّون على انتمائكم لثورة أبي الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، الثائر الاسلامي الأول في وجه الطغاة والظالمين، وكي لا نُطيل، وبما أنّكم يا سيد، وتعبيراً عن تفهُّمكم لعُمق المعضلة القائمة اليوم بين الحكم وثُوار الشارع، ودعوتكم هذه الجماهير لاختيار من يمثلونهم، سواء كان فرداً أو جماعة، أو حتى جماعاتٍ لتوحيد مطالبها  وبلورتها، على أن تكون مُستقاة من أوجاع الناس وهمومها وآلامها(لا من برامج الأحزاب)، وعليه لماذا لا تُبادر يا سيد فتتقدّم لحمل هذه المطالب الشعبية المشروعة وتتبنّاها، وأنت أمين عام أكبر حزب فاعل ومُسلّح على الأراضي اللبنانية، وبحمد الله كلمتك مسموعة ونافذة لدى الحُكّام كافة، ونحنُ على يقين يا سيد بأنّ المتظاهرين الغاضبين سيرضون باستقالة الحكومة الحالية، وتأليف حكومة إنقاذية حيادية من أصحاب الكفاءات، يتحلّون بالنزاهة والشفافية، لتتولّى تنفيذ بنود الورقة الإصلاحية، والتي وافقتم على مضمونها بمحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، وتصويب السياسات الاقتصادية والمالية، وإقرار القوانين التي تكفل انتظام عمل الإدارة وتفعيل مؤسسات الرقابة، تمهيداً لتطهيرها من كافة الفاسدين، لماذا لا تقومون يا سيد بهذه المهمة المُقدّسة؟ تطوُّعاً وتشريفاً لا تكليفاً، فتغدون بين ليلةٍ وضحاها سيّداً للمقاومة وقائداً للانتفاضة الشعبية، وخلاف ذلك ستسمع يا سيد "حُسينيّين" من مختلف الطوائف والفئات والمراتب من "المستضعفين" يهتفون يومياً بوجه "المستكبرين" الهتاف الحسيني: هيهات منّا الذلّة.