أمين عام حزب الله يتهم أحزابا وسفارات بـتمويل الحراك الحاصل، ويحذر من وجود نوايا بافتعال حرب أهلية.
 
حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية من الفراغ الذي سيؤدي إلى “الفوضى والانهيار”، في موقف قال مراقبون إنه يختزل رؤية نصرالله لكل التحركات التي لا تلائم أجندة الحزب ونفوذه وارتباطاته الخارجية.
 
ورغم أنه سعى لإظهار تفهمه لمطالب عشرات الآلاف من المحتجين، إلا أن أمين عام حزب الله رفض وبشكل صريح كل مطالبهم، معتبرا أن وراء هذه التحركات الشعبية الواسعة “سفارات” و”تمويلا أجنبيا”، وهو ما يؤكد أنه ينظر إلى الانتفاضة من ثقب نظرية المؤامرة التي تسيطر على ثقافته.
 
وقال نصرالله في كلمة بثها تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله “لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.
 
وأضاف “منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا”.
 
وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم… في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار”.
 
واتهم نصرالله أحزابا وسفارات لم يسمها بـ”تمويل” الحراك الحاصل، مشككا في عفويته، محذرا من وجود نوايا بافتعال “حرب أهلية”، في استدعاء لماض كريه لدى اللبنانيين بهدف إخافتهم ودفعهم إلى القبول بالتوازنات الطائفية القائمة منذ عقود.
 
 
وبالتوازي، لوح نصرالله للمحتجين بعصا الميليشيات التابعة له، التي وصفها نشطاء على مواقع التواصل بأنها الوجه الآخر للباسيج في إيران، والتي يرهب بها الحرس الثوري المعارضين للنظام.
 
وكانت ميليشيات حزب الله نزلت في بعض الأماكن واشتبكت مع المحتجين مرددة شعارات تمجد نصرالله والخميني وخامنئي، قبل أن يوجه لها نصرالله دعوة إلى الانسحاب على أمل أن يكون المحتجون قد فهموا رسالة حزب الله بأنه على استعداد للجوء إلى القوة لمنع الانتفاضة من تهديد النظام القائم الذي يسيطر عليه الحزب.
 
وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام. كما أحرقوا صور نصرالله ونبيه بري حليفه في الثنائية الشيعية ورفعوا شعارات تضعهما ضمن قائمة المتهمين بالفساد والمشمولين بالغضب الشعبي.
 
واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، الجمعة، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله.
 
ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب. وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين.