الإدارة الأميركية تعلم أنقرة اكتمال انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الآمنة في شمال سوريا.
 
أعلنت تركيا أنّ "لا حاجة" لاستئناف هجومها ضدّ المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا بعد انتهاء الهدنة التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنّ الإدارة الأميركية أبلغتها بأنّ انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية قد "أنجز ".
 
ويأتي قرار وقف العملية العسكرية بعد لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث علق مراقبون أن المباحثات كان لها دور مفصلي في إقناع أردوغان بضرورة وقف العملية العسكرية.
 
وتجدر الإشارة إلى أن موسكو أعربت عن رفضها للهجوم التركي، باعتباره انتهاكا لسيادة النظام السوري على تلك الأراضي الحدودية. وقد أثارت العملية العسكرية التركية ردود أفعال دولية غاضبة، وسط مخاوف من كارثة إنسانية وإعطاء فرصة جديدة لتنظيم داعش.
 
وقالت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، إنه لم تعد هناك ضرورة لشن عملية عسكرية جديدة غير "نبع السلام"، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن سوريا، وإنه ستبدأ جهود مشتركة بين الدولتين في هذا الصدد.
 
وينصّ الاتفاق على ضمان انسحاب القوات الكردية من مناطق سورية محاذية لتركيا إضافة إلى البدء بتسيير دوريات مشتركة فيها في اتفاق أشاد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معتبراً إياه "تاريخياً".
 
وبعد مفاوضات ماراتونية في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، أعلن أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إلى هذا الاتفاق قبل ساعات فقط من انتهاء الهدنة التي توصلت إليها واشنطن مع أنقرة لوقف العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
 
وستحتفظ تركيا بالسيطرة على منطقة بعمق 32 كيلومترا في سوريا استولت عليها خلال عمليتها العسكرية.
 
وأضاف البيان الصادر عن الوزارة التركية، بشأن التطورات الأخيرة المتعلقة بعملية "نبع السلام" العسكرية التي أطلقتها تركيا في وقت سابق شمالي سوريا.
 
وذكر البيان أنه "يوم 17 أكتوبر الجاري، تم التوصل لاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بشأن شرق الفرات، تم بموجبه تعليق عملية (نبع السلام) 120 ساعة"، مضيفًا "وحتى اليوم قمنا بإبداء الحساسية اللازمة للإيفاء بالمسائل التي نص عليها الاتفاق".
 
 
وأكد أنه "اعتبارًا من اليوم (الأربعاء) ستبدأ الجهود المشتركة مع روسيا في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي بين الرئيس، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين".
 
وشددت الوزارة التركية في الوقت ذاته على أن "تركيا لن تسمح مطلقًا بتشكيل ممر إرهابي عند حدودها الجنوبية"، وأنها ستتصدى "للعناصر الإرهابية بكل حسم وقوة".
 
من جهته أفاد مصدر دبلوماسي تركي أنّ أنقرة تبلّغت من واشنطن اكتمال الانسحاب الكردي خلال مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
 
وقبيل انتهاء مهلة الـ120 ساعة قال مسؤول كردي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأكراد "امتثلوا بالكامل" للاتفاق.
 
وكانت شنّت تركيا مع فصائل سورية موالية لها منذ التاسع من أكتوبر الحالي هجوماً ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، بدأ بعد يومين من سحب واشنطن قواتها من مناطق حدودية.
 
وتمكنت الوحدات المهاجمة من التقدم سريعاً والسيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً يمتد من تل أبيض (الرقة) وصولاً إلى رأس العين التي انسحب منها آخر المقاتلين الأكراد الأحد.