هل ستلجأ الثنائية الشيعية لاستعمال سلاح الشارع بوجهالشارع؟
 
من غرائب صُدف هذه الثورة العظيمة التي انطلقت منذ حوالي أربعة أيام، أن خرج لمواجهتها السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله( في مناسبة دينية كانت مُقرّرة مُسبقاً)، ليُبدي موقف تياره الممانع، والذي يمسك بتلابيب السلطة في لبنان، وليُجاهر بعدائه لها، رغم تفهُمه واعترافه بمشروعيتها، ومن ثمّ ليزرع اليأس في صفوفها، وإبلاغ مناصريها وفعالياتها بعدم جدوى رفع إسقاط العهد، أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وجاء الرّد حازماً على هذا الموقف، بانطلاقة الثورة الشعبية بزخمٍ وقوّة وحشد جماهيري بصوتٍ واحد مُطالباً برحيل رموز السلطة ومحاسبتهم، وظلّ اللّافت في موقف السيد نصرالله تهديده المُبطّن لرئيس مجلس الوزراء والزعيم وليد جنبلاط بدعاوى الفساد ونهب المال العام في حال "هروبهما" من المسؤولية الملقاة على عاتقهما، وقد أثمر التهديد وظهرت مفاعيله على الأرض، إذ ما زال رئيس الحكومة مُحجماً عن تقديم استقالته في مواقف مُريبة بالفعل وغير قابلة للفهم والتّعقل، وما زال الوزير جنبلاط على مواقفه المُتأرجحة والغامضة، وكان تيار الثنائية الشيعية ما زال مُراهناً على تعب المتظاهرين وشرذمة صفوفهم، واستكانتهم لوعود الورقة الإصلاحية التي خرجت من الجيب السحري لمجلس الوزراء المبتور، إلاّ أنّ تفعيل الحراك بالأمس بعد رفض خارطة الطريق للحكومة، وعدم الاستجابة لمطالب استقالة الحكومة ورئيس الجمهورية، ممّا استوجب على ما يبدو استعمال سلاح الشغب عند الثنائية الشيعية، وهو سلاح الدراجات النارية، واقتحام الاعتصامات السلمية المركزية في وسط مدينة بيروت، لإثارة موجاتٍ من الشغب والفوضى وربما إراقة الدماء، تمهيداً لإجهاض الثورة ووأد مطامحها وأهدافها، إلاّ أنّ تدخل الجيش اللبناني بحزمٍ وقوة في وجه هذه الموجة الغوغائية الإرهابية، أسقط هذه الورقة التي كانت في حوزة الثنائية الشيعية، واعتبارها دائماً الورقة الراجحة والحاسمة في إجهاض أي انتفاضة شعبية أو حراك إجتماعي، لا سيما وأنّها كانت قد أثبتت  نجاعتها في تجارب ماضية ومماثلة.
 
سقط السلاح الرديف، سلاح "الموتوسيكلات"، هل ستلجأ الثنائية الشيعية لاستعمال سلاح "الشارع" بوجه"الشارع"؟ ولربما اضطرّت لاستعمال الأسلحة "المحظورة" لا سمح الله.