كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أنّ الاحتجاجات التي يشهدها لبنان تكتسب زخماً بشكل يجعلها "أضخم احتجاجات" منذ ما عُرف بـ"ثورة الأرز" عام 2005 والتي اندلعت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
 
وتشير الصحيفة في تقريرٍ أعدّه مراسلها في بيروت مارتن شولوف، إلى أن الاحتجاجات الضخمة تهدّد بشلّ البلاد لليوم الخامس على التوالي، في ثورة ضدّ حكومة ضعيفة، وخدمات متعثرة، وانهيار اقتصادي قريب.
 
ويلفت شولوف إلى المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع أمس الأحد، وعبروا عن غضبهم ضدّ مسؤولي الطبقة الحاكمة المتهمين بمنع الإصلاحات الماسة التي يحتاجها البلد، ويحاولون بدلاً من ذلك نهب موارد البلاد من خلال فرض الضريبة على الفقراء.

وتفيد الصحيفة بأنّ التّظاهرات اندلعت يوم الخميس، احتجاجاً على الضرائب الجديدة، بما فيها 6 دولارات على استخدام تطبيق "واتساب"، الذي أدّى دوراً مهماً في خروج المتظاهرين إلى الشوارع. 

ويلفت التقرير إلى أنّ الاحتجاجات عادت لمسيرتها السلمية، ولم تتّسم بالطائفية، أو تعبر عن طبقة اجتماعية معنية، بل زاد حجم المشاركين الغاضبين فيها، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر بدا واضحاً في رفع العلم اللبناني، وغياب أعلام الأحزاب والجماعات السياسية.

وبحسب الصحيفة، فإنّه ومع أنّ لبنان يشهد تظاهرات من فترة لأخرى، إلا أن خروج الناس بهذه الصورة ذكر بـ"ثورة الأرز" عام 2005، التي أدت إلى خروج القوات السورية من لبنان، وذلك عقب استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وكان من المفترض أن تؤدي تلك اللحظة إلى عهد جديد من الحكم دون تدخل سوري، إلا أن الفساد والمحسوبية سيطرا على مؤسسات الدولة، ما وسع من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
 
ينوه التقرير إلى أنّ اقتصاد لبنان وقف في الوقت ذاته على شفير الهاوية، بحيث وصل فيه الدين إلى 150% من نسبة الناتج القومي العام، وتراجعت احتياطات البنك المركزي بنسبة 30% في العام الماضي، وانخفض سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار في الأشهر الأخيرة.

وتذكر الصحيفة أن اقتصاديين ودبلوماسيين يرون أن تعويم العملة اللبنانية أمام الدولار كان نقطة التحول، مشيرة إلى أنهم دعوا لإصلاحات بنيوية عميقة، وتحرير الموارد، وتعبيد الطريق أمام منح وقروض ميسرة بـ11 مليار دولار تقوم بتحفيز الاقتصاد الساكن.

وبحسب التقرير، فإنّ فرنسا تقدمت بخطة للدعم، وأصرت على بذل جهود ملموسة لتغيير شبكة الرعاية المتمكنة، التي تسمح للساسة بأخذ ملايين الدولارات من أجل دعم المنتفعين وشراء الأصوات.