استمرار التظاهرات ونجاحها مرهون بالعمل وفق أهداف ومطالب وبرامج محددة ولا ينبغي أن يكون ذلك عائقا في الاستمرار طالما تضم هذه التظاهرات نخبة المجتمع اللبناني وحضور كبير من أهل الرأي والإختصاصات في كل المجالات
 
للمرة الأولى في تاريخ لبنان يثبت الشعب اللبناني حضوره المدوي في الساحات والشوارع كمعارضة حقيقية وجدية ومحقة في وجه السائد، وللمرة الأولى يتخطى اللبنانيون كل الحواجز الطائفية والمذهبية والإنتماءات السياسية والحزبية واجتمعوا حول الهوية الوطنية الواحدة والإنتماء للوطن الواحد للبنان الواحد.
 
لا شك أن ما حصل في لبنان خلال أسبوع وما زال مستمرا حتى اليوم في الساحات والشوارع يشكل ولادة للبنان جديد، لبنان الحلم، لبنان القانون، لبنان الدستور والجمهورية القوية بالمعنى الحقيقي للكلمة، وبالتالي فقد أصبح أمام واقع جديد، وفرصة جديدة تتيح الوصول إلى كل الأهداف والمطالب التي ينادي بها المتظاهرون والتي انطلقت بالأساس من وجع حقيقي بعدما وصلت الأمور إلى حد لم يعد يحتمل .
 
إنها فرصة كبيرة وكبيرة جدا قد لا تتكرر وفي نفس الوقت هي مسؤولية كبيرة أيضا كتبت الكلمة الأولى في إرادة التغيير وفي مشروع بنّاء لاستعادة الدولة والوطن والقوانين، ولاستعادة لبنان والجمهورية من اللصوص ومن براثن الطائفية والفساد والمحاصصات والسمسرات .
 
خرج الشعب كله وقال كلمته على مدى اسبوع وبقي في الساحات والشوراع بالرغم من كل أنواع الضغوط الحزبية والطائفية وهذا مؤشر كبير على روح التحدي والإصرار والإخلاص وهو الأمر الذي تحتاجه أي ثورة للإستمرار ولكن ذلك مرهون بوضوح المطالب والأهداف وموضوعيتها وواقعيتها ،ومرهون أيضا بحسن القيادة وحكمتها ورعايتها لأي تفصيل فيما خص الساحات والشوارع وفيما خص المطالب والأهداف، وهنا تكمن أهمية أي تظاهر هادف وأي ثورة هادفة.
 
وحتى لا تضيع هذه الفرصة الذهبية التي نشاهدها اليوم في لبنان، وحتى تكون كلمة المتظاهرين هي الأعلى والأقوى وحتى لا تتم مصادرة هذا التحرك التاريخي فإن المتظاهرين وفي كل المناطق أمام مسؤولية توحيد المطالب والأهداف وإعداد ورقة واحدة وموحدة تشارك فيها كل الساحات من الشمال إلى بيروت إلى الجنوب إلى البقاع وهذا يحتم ضرورة التواصل الجدي والسريع مع كل المكونات المشاركة في التظاهرات وانتداب من يمثلها لتشكيل لجان مناطقية وانتداب كل منطقة شخص أو شخصين لتشكيل لجنة مركزية تتحدث بإسم كل المتظاهرين لإعداد ورقة بالمطالب والأهداف لنقلها الى المعنيين في السلطة فلا يمكن البقاء في الشارع من دون أفق ومن دون تنسيق للمطالب ومن دون توضيح للأهداف لأن ما يحصل في التظاهرات وعلى أهميتها وروعتها إن ما يحصل هو فوضى في المطالب وعدم وضوح في الرؤى والاهداف حتى الآن بالرغم من وجود بعض المطالب الفعلية .
 
استمرار التظاهرات ونجاحها مرهون بالعمل وفق أهداف ومطالب وبرامج محددة ولا ينبغي أن يكون ذلك عائقا في الاستمرار طالما تضم هذه التظاهرات نخبة المجتمع اللبناني وحضور كبير من أهل الرأي والإختصاصات في كل المجالات