فهل تنقذ هذه الساعات القليلة ما خربت سنين العمر الطويلة؟ سننتظر والامل موجود وان تبعثر.
 
مع اقتراب نبض الساعة من الدقائق الاخيرة التي ارادها رئيس الحكومة مهلة لصنع العجائب، ومع التوجه نحو إبراز ورقة اصلاحية بدأت أطراف السلطة السياسية التي ثاروا ضد وجودها منذ ٣٠ عاما حتى اليوم توافق عليها، ومع الوعود بصفر ضرائب على الفقراء وضرائب فقط على من يستحق واعطاء الاساتذة حقوقهم و و و... والكثير الكثير من الوعود التي تذكرنا بخطابات المرشحين ابان كل انتخابات نيابية يسأل المواطن نفسه، لماذا انتظر الحريري والافرقاء الباقون كل هذه المدة لاظهار مهاراتهم في صنع المعجزات بين ليلة وضحاها؟ ولماذا ٧٢ ساعة تحديدا"؟ وطالما يستطيع الحريري أن ينقذ البلد في هذه المدة الخيالية وهذا الزمن المستحيل لماذا تمهل حتى انفجر الشارع لا بل انفجر الشعب بكل أطيافه وتوجهاته ومرجعياته؟
 
لا يزال الشارع يتفجر غضبا وثورة على وقع بعض من الالم وكثير من مظاهر الرقص والفرح، وبالفعل فلم تأخذ ثورة الشعب اللبناني الطابع الدموي الذي رأيناه في كل البلاد العربية التي انتفضت ربما السبب أن لبنان ينقصه كل شيء الا حرية تعبير ولأن مشهد التهجم او التقاتل مع الجيش اللبناني من غير الممكن ففي كل دار عسكري في هذا الجيش الوطني وكلنا نحب الجيش ونقف خلفه صفا واحدا، وهذا امر طبعا جدير بالاحترام. ولكن الساعات ٧٢ اقتربت من نهايتها ونبضات القلب تزداد والعيون تذهب شاخصة والاذان حاضرة لتسمع ربما لتعطي فرصة أخيرة هذه المرة لرئيس الحكومة اللبنانية ولباقي السياسيين في لبنان.
 
 فهل تنقذ هذه الساعات القليلة ما خربت سنين العمر الطويلة؟ سننتظر والامل موجود وان تبعثر.