على أمل استقلال جميل ووطن اجمل، سننتظر ما ستؤول اليه الأمور في الساعات القليلة القادمة، نلقاكم بفجر أفضل ان شاء الله... ودمت بخير يا وطني.
 

لم يمر على لبنان اسبوع أكثر حرارة من هذا الأسبوع الذي نختمه اليوم بوقفاتنا الاحتجاجية وصرخاتنا الثورية تحت الارزة وفي ظل العلم اللبناني وبحماية من قوى الامن والجيش اللبناني.

لطالما افتتح اسبوع لبنان الأسود باشتعال آخر ما كنا نتغنى به من خضار وجمال، فشاء القدر او شاء المجهول وتعددت الاقاويل والتفسيرات في أن تلتهم النيران مساحات كبيرة خضراء من جنوب لبنان لشماله وجباله، وكاد تقصير الدولة أن يكون الشرارة ما قبل الاخيرة لانتفاضة الغضب، فشكرا قبرص والاردن لانكم انقذتم ما تبقى من احراجنا وإن تسبب ذلك في إحراجنا.

ولشدة ما مر من المر هذا الأسبوع خلناه شهراً او دهراً، فتتابع بعد ذلك بإضراب الأفران وراح كل مواطن يدق ناقوس الخطر ودب الجوع في الامعاء الخالية وانتهى ذاك اليوم ليحمل معه صباح الخميس الواتسابي.

 لم يكن الواتساب سبب الانفجار الكوني العظيم انما كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير.
وما إن أعلن وزير الاتصالات محمد شقير عن ضريبة ٦ دولار على مكالمات الواتساب واخواتها حتى تفجر الشارع غضباً من كل حدب وصوب، فغارت الجنوب من بيروت والشمال من الجنوب وتأهبت بعلبك المنكوبة المحرومة واطلقت الهرمل صرخة الالم ومن هنا كانت البداية.

إقرأ ايضاً : ما معنى الشعب يريد إسقاط النظام؟

مع تراجع الوزير عن قراره ظن أن الشعب سينسحب ويعود ادراجه لكنه المسكين لم يكن يعلم أن الشعب قد ضاق ذرعاً به وبأسلافه وبأمثاله و مل العهد وأزلامه وما قبله وما بعده وانتفض الوعي الشعبي رجالا نساءا وأطفالا"، كلهم خرجوا الى الشوراع بصرخة ثورة والشعب يريد وهذا لبنان إن أراد، هذا الوجه الحقيقي للبنان، هؤلاء هم الطبقة التي استفاقت من إبر التخدير التي كانت تنغرس في عروقهم لتسكت اوجاعهم واتفقوا على الكل، كلن يعني كلن.

ومع الانتفاضة وأنين الموجوعين وصراخ الثوار، خرج رئيس الحكومة بخطاب عاطفي لم تتخلّله اشارات التوجه لاستقالة بل كان خطاب مصارحة يشبه عينيه الدامعة ربما النادمة او الخائفة وطلب مهلة ال٧٢ ساعة لاحداث التغيير، ومع ذلك لم يكترث الشعب لهذه الوعود وقد لا يصلح العطار ما أفسد الدهر، ومع ذلك ننتظر لنرى ماذا تحمل ورقته الاصلاحية.

السبت كان عرسا شعبيا بعد جمعة غاضبة تخللها بعض الشعب وطوابير خامسة حسب وصف الجميع، و كان السبت يوما ثوريا حضاريا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وربما لم يكن وقع كلمة السيد نصر الله بمناسبة اربعين الامام الحسين عليه السلام كما كان متوقعا، ومع تأكيده ان الاستقالة ليست الحل وان هذا مؤامرة على العهد وتوجيه اصابع الاتهام لافرقاء آخرين، استمر الشارع حتى المؤيد منه لخط المقاومة بذات الصدد اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين جديدة واعادة اجراء انتخابات نيابية نزيهة.

حركة امل في صور تصدرت المشهد وانزلت بعض زعرانها  لاحباط التظاهرات لكنها لم تفلح، الشعب لم يعد خائفا وقناة العهد خلعت عن مكروفوناتها الشعار لربما ما زالت خائفة، ومع كل الالم والانين لم تخل المظاهرات من بعض المواقف الطريفة.

لم ينته يوم السبت الا ورئيس حزب القوات اللبنانية خرج ليعلن استقالة وزرائه كنوع من استفزاز خطاب السيد، لكن الاستقالة لم تكن على قدر الطموحات ربما كانت خطوة بسيطة في طريق طويل ليس الا.

 ال٧٢ ساعة تقترب من نهايتها ويبقى صوت الشارع هو الاقوى، وهو اليوم الحاكم الاوحد، ففي هذا الوطن ما يستحق النضال، ونحن شعب نستحق الحياة، وعلى امل استقلال جميل ووطن اجمل، سننتظر ما ستؤول اليه الأمور في الساعات القليلة القادمة، نلقاكم بفجر أفضل ان شاء الله... ودمت بخير يا وطني.