ما حصل أمس هو نفس السيناريو القديم والذي أطاح بحراك طلعت ريحتكم وهذا ما سبب من عيوب مصيبة في التجمعات الأهلية التي تحكمها الفوضى والعشوائية وغياب التنسيق بين مكونات الحراك المدني.
 
 
أمسى حلم اللبنانيون لساعات أو ليوم بقرب الخلاص ونهاية نظام ورحيل طبقة سياسية أنهكت البلاد ونهبتها وجرتها الى آخرتها دون رأفة أو شفقة أو اهتمام يُذكر بمصير من مات وعاش لأجلها ووفر لها مستلزمات الوصول الى السلطة و البقاء فيها حتى إشعار آخر .
 
تنهد اللبنانيون وظنوا أن قيامتهم قد آنت ونفخ في الصور فهب اللبنانيون شمالاً  وجنوباً تلبية لبيروت التي استفاقت مجدداً على مشاهد جديدة لجماهير غقيرة جاءت منددة بالحكم والحكومة والنظام وداعية الى ترحيل وتغيير الطبقة السياسية التي عاثت فساداَ في البلاد والعباد دون أن يرف لها جفن رأفة كما ذكرت .
 
خرج اللبنانيون في ظل تأييد واضح لقوى سياسية وأخرى متخفية  في ظل غياب واضح للتيارين الحرّ والمستقبل وفي ظل اعتراض مباشر أيضاً للقصرين الرئاسي والحكومي من قبل المتظاهرين الذين حاولوا الدخول سلماً الى القصرين وحالت دون ذلك وحدات الأمن وفي ظل تصريحين مباشرين لرئيسيّ التيارين المذكورين دون غيرهما من روّاد الطبقة السياسية وكانا غلى تشابه في المضمون فالأول استند الى حزب الله وحركة أمل في حفظ المنجز الحكومي في حين أن الرئيس الحريري انتظر جوابهما للإستمرار في العمل الحكومي بوعد يرضي الناس الذين فقدوا الثقة في وعوده وفي وعود الأخرين .
 
تبين من مشهد الضرر بحراك اللبنانيين من قبل شبان جاؤوا كالعادة للكسر والحرق بالممتلكات ضمن توجهات مباشرة تتيح للجيش التحرك لحفظ السلم الأهلي وهذا ما أكد على تفريغ الحراك من جوهره السياسي الداعي الى إسقاط النظام والإستفادة من مضمونه المطلبي لتعزيز شروط ما داخل الحكومة في ظل تشظي فعلي بين المختلفين على الحلول المطلوبة لتصحيح الخلل القائم في الوضع الإقتصادي وفق رؤية دول سدر وبالتالي وفق الشروط الأميركية أو وفق رؤية محور المقاومة الذي يرى الرشد يكمن في مخالفة دول سدر والشروط الأميركية التي أخضعت اللبنانيين الى عقوبات جماعية باسم فرض عقوبات على حزب الله .
 
ربما تكون سورية ودعوة نظامها من قبل حلفائها إحدى العناوين الأساسية لمشكلة تتطير الحريري أو للشدّ على المكان الذي يؤلمه وربما يكون تراجع المملكة ودول الخليج عن دعم لبنان دون شروط سبباً كافياً لإخراج الحريري من قصر الوسط وبالتالي استماع الحريري للنصائح الأميركية أكثر من سبب لتوجيه غضب الشعب حيث يجب خاصة وأن منطق العقوبات الأميركية على حزب الله وبالتالي تأثير ذلك على الوضع الإقتصادي بشكل عام لا يواجه بمنطق آخر بل بمنطق الإنصياع وهذا ما يتم على حساب بنوك وشركات مالية ذات هوية طائفية أو سياسية معينة وهذا ما يضر ببيئة مستفيدة بشكل أو بآخر من هذه الشبكات المالية .
 
ما حصل أمس هو نفس السيناريو القديم والذي أطاح بحراك طلعت ريحتكم وهذا ما سبب من عيوب مصيبة في التجمعات الأهلية التي تحكمها الفوضى والعشوائية وغياب التنسيق بين مكونات الحراك المدني لذا يسهل اختراقه من قبل المندسين لتشويه صورته وتفريغ محتواه وجعله هشاً لا حول ولا قوة له .