مع بدء العد التنازلي للوصول لاتفاق قبيل القمة الأوروبية المقررة غدا الخميس، باتت لندن وبروكسل أقرب للوصول لاتفاق مُرضٍ للطرفين ضمن ما بات يعرف بـ "مفاوضات الربع ساعة الأخيرة".
 
ويجتمع قادة الاتحاد الأوروبي غدا في بروكسل في قمة تستمر يومين، وسيكون الاجتماع الأخير قبل الموعد النهائي للبريكست، يتبعها السبت جلسة خاصة بالبرلمان البريطاني السبت المقبل لمناقشة الاتفاق. وفي حال عدم تمريره سيطلب من الاتحاد تأجيل إضافي لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
 
ووفقا لخارطة البريكست، فمن المقرر أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي -مع أو بدون اتفاق- يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
 
وقبل انعقاد القمة اعتبرت ألمانيا أن الـ 12 ساعة القادمة ستحدد مصير الاتفاق، لكنها لفتت رغم ذلك إلى ضرورة تأجيل خروج بريطانيا حتى العام المقبل حتى لو وافق المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون على صفقة جديدة خلال الساعات القليلة المقبلة، كما ذهبت فرنسا كذلك إلى أن التأجيل خيار مطلوب في ظل الأجواء الإيجابية حيال إمكانية التوصل لاتفاق.
 
ت
 
وحسب برونو ووترفيلد مراسل الشؤون الأوروبية بصحيفة تايمز البريطانية، فإن ما يزيد التفاؤل الأوروبي وجود تسريب بريطاني بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيقدم اقتراحا جديدا بحلول منتصف ليل اليوم (الأربعاء) مما يمهد الطريق لتحقيق انفراجة بقمة الاتحاد الأوروبي غدا.
 
ويقول جونسون إن تحديد تفاصيل خطته المعقدة لإيرلندا الشمالية "سيستغرق نحو شهرين إضافيين" وهو ما يشي بأنه يضع سيناريو يتعين عليه فيه التخلي عن وعده بإخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الحالي، وبالتالي يوافق على تمديد المادة 50 والبقاء في الاتحاد، وهو الأمر الذي كرر مرارا أن الأسهل عليه الموت على أن يقوم بتقديم طلب التمديد.
 
أما ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا فقال أمس إن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البريكست خلال هذا الأسبوع "سيكون صعبا، إلا أنه لا يزال ممكنا".
 
 
خيارات
وفي حديثه للجزيرة نت، قال كامل حواش الخبير بالشؤون البريطانية إنه من الصعب التنبؤ بما سيحدث الأسبوع القادم والحاسم بالنسبة للبريكست.
 
ويرى الخبير أن العديد من الساسة والمحللين فوجئوا بالبيان الذي صدر بعد اجتماع جونسون وفارادكا (رئيس وزراء إيرلندا) الذي تحدث عن أمل في التوصل الى اتفاقية قبل نهاية الشهر الجاري.
 
ويضيف قائلا "إن جونسون في مأزق والبرلمان سيمنعه من الخروج بدون اتفاق، وفي نفس الوقت فإنه سيواجه صعوبة في صياغة اتفاقية تقبل بها إيرلندا والاتحاد الأوروبي وكذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية".
 
ويسعى بعض البرلمانيين لتمديد تاريخ الخروج -كما يقول الخبير بالشؤون البريطانية- حتى لو تم الاتفاق بين الحكومة والأوروبيين ليتسنى للبرلمان التدقيق ببنود الاتفاق قبل إقراره.
 
وكانت صحيفة "ذا ميل أون صنداي" قد كشفت عما أسمته "مؤامرة" يقودها فيليب هاموند وزير الخزانة السابق والقيادي بحزب المحافظين لتأجيل الخروج، وإفشال مساعي جونسون في فرض رؤيته للخروج من الاتحاد الأوروبي.
 
 
وقالت الصحيفة في تقرير "لو فاز رئيس الوزراء بدعم مجلس العموم للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع القادم، فسيعمل النّواب جاهدين على تأجيل الخروج".
 
ويرغب جونسون في إلغاء بند الحدود الإيرلندية (شبكة الأمان). وفي المقابل يطلب الاتحاد حلا يحقق نفس الأهداف المتمثلة في تجنب إغلاق الحدود بالجزيرة الإيرلندية، وحماية المنطقة الاقتصادية المشتركة فيها وحماية السوق الأوروبية الداخلية.
 
وحسب الجدول الزمني لما يمكن تسميته الساعات الأخيرة في الطلاق الأوروبي البريطاني، فإن المملكة المتحدة على موعد خلال الأسبوعين القادمين مع أحداث فاصلة ومتتالية.