كتب آدم تيلور، المتخصص في الشؤون الدولية بصحيفة نيويورك تايمز، أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا اضطربت منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب القوات الأميركية من شمالي شرقي سوريا والهجوم العسكري اللاحق الذي شنته تركيا مستهدفة المناطق التي يسيطر عليها أكراد سوريا.
 
ومنذ ذلك الحين فرضت أميركا عقوبات على تركيا، الحليف بحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يخزن أسلحة نووية أميركية، لمهاجمتها حليفا آخر للولايات المتحدة.
 
وفي خضم هذه التطورات السريعة على الأرض، يرى الكاتب أن هناك بعض الحقائق المزعجة عن العلاقة الأميركية التركية التي تحتاج إلى إزالة غموضها:
 
1- تركيا حليف في الناتو الذي تشكل عام 1949 كتحالف عسكري بين أميركا الشمالية ودول أوروبية وانضمت إليه تركيا واليونان في عام 1952 كجزء من دفعة لاحتواء الشيوعية على امتداد الضفة الشرقية لأوروبا. وطوال فترة عضويتها اعتبرت تركيا حليفا جيدا باستثناء بعض الأوقات الصعبة، ومنها رفض تركيا السماح للقواعد الأميركية في البلاد باستخدام أراضيها أثناء غزو العراق في عام 2003.
 
وتأججت هذه الصعوبات أكثر في السنوات الأخيرة بعدما اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفا معاديا للغرب في بعض القضايا بما في ذلك شراء منظومة دفاع صاروخية روسية. وإذا كانت المادة 13 من الوثيقة التأسيسية للناتو، المعروفة بمعاهدة واشنطن، تحدد الطرق التي يمكن بها لأي عضو مغادرة الحلف، فإنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن إجباره على الخروج.
 
2- أميركا تحالفت مع أكراد سوريا ضد رغبات تركيا. فالخلاف الأخير بين تركيا وحلفائها في الناتو يرتكز على معارضة أنقرة للجماعات الكردية التي أصبحت شريكا رئيسيا للولايات المتحدة وحلفائها في الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق. ولطالما هددت تركيا بشن هجوم عسكري على قوات سوريا الديمقراطية بحجة أنها كانت مرتبطة بشكل وثيق مع حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك لم تتمكن من المضي قدما في العملية لأن القوات الأميركية كانت في المناطق الكردية في سوريا.
 
3- تركيا اشترت منظومة دفاع صاروخي روسية ضد رغبات الولايات المتحدة. وهذه الخطوة عارضتها وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التي جادلت بأنه لا يمكن لحليف المشاركة في كل من برنامج الطائرات "أف 35" الأميركية وشراء نظام صواريخ روسية، ونتيجة لذلك عُلقت مشاركة تركيا في برنامج "أف 25".
 
4- أسلحة نووية أميركية مخزنة في تركيا. هناك نحو 50 قنبلة نووية أميركية مخزنة في قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا، والتي تبعد نحو 250 ميلا عن الحدود السورية، مما يعقد الموقف الصعب بالفعل. وبعد بداية العملية العسكرية التركية في سوريا الأسبوع الماضي، قال مسؤول أميركي للصحيفة إن أردوغان يحتجز الأسلحة كرهينة.
 
5- الولايات المتحدة تفرض عقوبات على حليفتها. فقد جاءت هذه العقوبات بعد اشتباك القوات التركية مع الأكراد في سوريا، والتي استهدفت وزارتي الدفاع والطاقة في تركيا وثلاثة مسؤولين أتراك كبار بمن فيهم وزير الداخلية القوي. ومثل هذه التحركات ضد حليف غير عادية ولكنها ليست غير مسبوقة.
 
ومع ذلك ليس من الواضح أن الضغوط الاقتصادية ستنجح هذه المرة لأن حملة أردوغان ضد الأكراد في سوريا تحظى بشعبية واسعة بين الأتراك، وقد يؤدي الضغط الدولي المتزايد إلى دفع المزيد من الأتراك إلى التجمع خلف رئيسهم