إستفيقوا قبل فوات الأوان فإنه لن يبقى مكانٌ بعد الخراب والدمار...
 
من سرق لقمة عيشنا فهو العدو، من يكذب علينا ويصطاد على ظهورنا وأكتافنا من أجل الوصول إلى أمورٍ عفنة فهو العدو، من يعد شعبنا بالعزة والكرامة ويحمي سارقيه وناهبيه وجزَّاريه وآكلي حقوقه وتعبه فهو العدو، لقد أدرك كل لبناني بأنَّ الأوضاع المعيشية والإقتصادية والسياسية تتراجع إلى الخراب والدمار من تلك السلطة السياسية الفاسدة، فهل تدرك هذه الطبقة الحاكمة التي أوصلها هذا الشعب الطيب الذي وضع ثقته وصدقه من أجل الوصول إلى حياة كريمة وشريفة وعزيزة، أصبحت هي سبب البلاء والذل والفقر والإفقار، وأدرك الكثيرون وهم على قناعة تامة بأنَّ حوار السياسيين هو حوار الطرشان، لا همَّ عندهم سوى حياتهم الخاصة وحياة أبنائهم وزوجاتهم، ولو أدَّى ذلك إلى حرق البلد بأكمله، إستفيقوا قبل فوات الأوان فإنه لن يبقى مكانٌ بعد الخراب والدمار...
 
 
لقد أدرك مؤسس المقاومة اللبنانية السيد موسى الصدر بأنَّ في لبنان عدوٌ خارجي وآخر داخلي، فالعدو الخارجي أطلق عليه "إسرائيل شرٌّ مطلق" سنقاومه بالأسنان والأظافر والسلاح مهما كان وضيعاً، وسنبقى نعدُّ له بكل ما استطعنا من قوةٍ ومن رباط الخيل، وأما العدو الداخلي الذي لا يقل عداوةً وشراسةً الذي يحتل البلد والشعب ترانا لاهين عنه، صامتين حياله، هو تلك الزمرة التي أفسدت الدولة بكل تلابيبها ومؤسساتها، ولم تنتج لنا إلاَّ التخلف والبؤس والفقر والذل والفساد في كل دوائر الدولة حتى في المؤسسات الدينية، فطالت الفساد المالي والوظيفي والأخلاقي والتربوي والسياسي والإجتماعي، هكذا رفع شعار المقاومة الإمام الصدر، لن يهدأ حتى يفضح كل الناهبين والسارقين، وقاوم هذا العدو الشرس ودعى إلى تحطيم كل الشعارات السائدة والبالية التي تعبث بعقولكم أيها الشعب الطيب، وتسرق لقمة عيشكم من جيوبكم، وقال ارفعوا أيديكم عن الدين والإيمان واتركوا المؤمنين في حالهم فكفاهم شعارات وأحكام وفتاوى، واجعلوا همكم الدعوة إلى فضح المفسدين والعابثين بأموال الشعب، وادعوا إلى التعايش من أجل بناء دولةٍ تحفظكم حتى لا تبحثوا عنها في مزابل التاريخ، ونادى أيها السياسيون إرفعوا أيديكم عن هذا الشعب وعن كاهل المواطن وعودوا إلى ربكم وضمائركم وامنحوا شعبكم فرصة العيش بكرامة وفرصة الراحة من اللهاث وراء فرص العيش، وكفوا عن المهاترات والألاعيب والمشاحنات وساعدوا بعضكم بعضاً لإنقاذ بلدكم وشعبكم من الحريق والإنهيار..
 
 
اللبنانيون جميعاً متعبون بائسون يائسون سيدي موسى الصدر، فهل من مغيثٍ يملك رجمةً ورأفة على هذا البلد والشعب، ليحميه من عبث السياسيين وشقاوة الأحزاب والمتحازبين ومن أذية الأصوليين والعقائديين والإنتهازيين والوصوليين، هكذا هي مقاومة موسى الصدر فإسرائيل عدوٌ متربصٌ ببلدنا ونحن يقذون، ولكن العدو الآخر مقيمٌ بين ظهرانيكم، هو البؤس والفقر والفساد والإستغلال والإرتهان الذي يعبث بحياتكم وعيشكم ومصيركم الذي سيبقى أصل هزيمتكم ومصدر بلائكم... عشتم وعاش المواطن اللبناني..